هل تنزلق تونس نحو التورط في لعبة أمريكا بالمنطقة؟
تونس-تونس-30-5-2020
أعلنت القيادة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) في بيان أن الولايات المتحدة قد ترسل لواءً مساعدًا من العسكريين إلى تونس، مدعية أن ذلك يأتي على خلفية أن روسيا تتدخل في شؤون المنطقة.
وأفادت القيادة بأن الجنرال ستيفين تاونسند، تحدث في اليوم السابق مع وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي.
وقال تاونسند في هذا الصدد “مع استمرار روسيا في تأجيج نيران الصراع الليبي، فإن مسألة الأمن الإقليمية في شمال إفريقيا تقلق بشكل متزايد. نحن ندرس طرقًا جديدة للرد على التهديدات للأمن العام، بما في ذلك استخدام لواء المساعدة الأمنية”.
ويتم استخدام هذا النوع من اللواءات الأمريكية مع عدد مختلف من الأفراد العسكريين لتدريب وتجهيز العسكريين من البلدان الشريكة على أراضيها.
كما أعرب تاونسند عن أسفه لأن شركاء الولايات المتحدة في إفريقيا “محاصرون من قبل شخصيات خبيثة وشبكات إرهابية”.
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت روسيا في السابق بالتدخل في الشؤون الليبية من خلال دعم قوات خليفة حفتر، ونفت روسيا مزاعم التدخل وأكدت أنها مهتمة بتسوية الوضع في ليبيا.
ليس غريبا مثل هذا الموقف الأمريكي الذي يحاول الزح بالآخرين لخدمة الإستراتيجية الأمريكية..
وحتى لو صدقنا فعلا ما تروج له أمريكا من وجود “فاغنر”الروسية،هل كانت مثالية وأخلاقية في سياستها حين أطلقت أيدي”بلاك ووتر” إلى جلنب قواتها في العراق؟
أيضا،ليس هناك أي مصداقية لديها حين تغض الطرف عن آلاف المرتزقة الأتراك الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا،وتتجاهل الحديث عن تدفق الأسلحة التركية بحرا وجوا إلى جانب الضباط الأتراك الذين بديرون المعارك مسنودين بالميليشيات المسلحة وبعناصر إرهابية من “داعش” في ليبيا،وأمريكا تعلم جيدا كل تفاصيل ذلك أكثر من غيرها!
هل تتناسى أمريكا أنها ساهمت مباشرة بعدوانها مع حلف شمال الأطلسي عام 2011 في تدمير الدولة الليبية وإيطال البلاد إلى مستنقع الطوارث الحالية؟
لكن الحقيقة المؤكدة أن أمريكا ليس لها أصدقاء..إما عملاء أو أعداء..وأحداث التاريخ تثبت كيف تخلت عمن تسميهم”أصدقاء”ورمت بهم خارج اهتمامها ليواجهوا مصيرعم المحتوم..