هل تردّ إيران على الهجوم الاسرائيلي وماذا يعني الصبر الاستراتيجي؟
ايران-4-4-2024
قال المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم، إن “إسرائيل ستتلقى صفعة هجومها على القنصلية الإيرانية في دمشق”.
وتابع في كلمة خلال لقائه بمسؤولي النظام : “هزيمة الكيان الصهيوني في غزة ستستمر، وهو على حافة الهاوية والانهيار، وجهوده اليائسة، مثل ما فعله في سوريا، لن تنقذه من الهزيمة، وبالطبع، سيتلقى صفعة فعلته”.
واضاف: “سيكون يوم القدس هذا العام بمثابة صرخة دولية ضد الكيان الصهيوني الغاصب”.
وتخطط إيران بعد الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في دمشق للرد دون إثارة صراع واسع ، وكانت الهجمات الإيرانية في قد توقفت في فبراير بعد أن ردت واشنطن على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن بعشرات الضربات الجوية على أهداف في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات التي تدعمها.
و الواضح ان طهران تدرس الرد بهدوء ولا تريد أن تتورط في صراع مباشر مع تل ابيب خاصة أنها صاغت لتبرير عدم الرد على الهجمات الإسرائيلية مفهوم “الصبر الإستراتيجي”، ولكن الهجوم الحالي يقوض هذا المفهوم.
وتتفهم ايران مساعي تل أبيب الخبيثة إلى تحويل النظر والتركيز عن ما يحدث في غزة واستعدادات الهجوم على رفح، حيث تقوم باستفزاز طهران لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الإبادة الجماعية العلنية في القطاع وحتى تظهر نفسها بأن أي ضربة إيرانية ستوجه لها فهي الضحية والمعتدي عليها مرتين، مرة من قبل حماس وأخرى من قبل إيران والحرس الثوري، وبالتالي تتفهم مراكز صنع القرار في إيران هذا التوجه الخبيث للصهاينة الذين يعملون على رمي فشلهم وإجرامهم على الفرس والعرب .
وذهبت التحاليل إلى أن إيران ليست لديها مصلحة في الدخول بلعبة إسرائيل، وحتى الولايات المتحدة الامريكية لا ترغب حاليا في الانخراط بصراع أوسع في المنطقة.
وتقول إيران إن النظام الصهيوني الشرير سيعاقب على يد رجالها الشجعان ولو بعد سنوات، حيث أنّ عدم الرد والاكتفاء بالتنديد قد يشوه سمعة وصورة طهران داخل محور المقاومة سيما مع تفسيرات اسرائيل لسياسة ضبط النفس في الرد كونه ضعف وعدم قدرة على استهداف عرش نتنياهو المهزوم.
وتقول تقارير إعلامية إن “إيران حتى الآن آثرت غض الطرف عن الأعمال الإسرائيلية التي تستهدف رجالها في سوريا، ولكن استهداف القنصلية يعني استهداف العاصمة، وعدم الرد سيكون انحناء، وسيكون من المستحيل على طهران أن تجد الخطاب المناسب للتهرب منه”.
وتستمر اسرائيل في أعمالها العدائية وانتهاك القانون الدولي الانساني في المنطقة أمام صمت دولي حاد، ودون أن تتخذ الأمم المتحدة إجراءات رادعة- وهي التي تعيش بدورها حربا على طواقمها من قبل جيش الاحتلال واتهامات بالانحياز إلى اهالي غزة المحاصرين دون غذاء وشرب وأدوية .