هل تبادر تركيا بغلق قاعدة إنجرليك قبل قرار أمريكي بنقلها؟

تركيا-أنقرة-15-12-2020

يبدو أن أنّ واشنطن باتت تخطط لنقل قواعدها العسكرية من تركيا إلى اليونان، إلا أنه ترددت أقاويل في أوساط صحفية تركية اليوم تُفيد بأنّ تركيا قد تنتقم من الولايات المتحدة بسبب العقوبات الأخيرة ضدّ صناعتها الدفاعية من خلال مطالبتها بمغادرة قاعدة إنجرليك الجوية.

ووفقًا للصحافي زويفكار دوجان، فإن هذا الخيار مطروح على الطاولة كرد فعل، وهو تهديد مألوف من أنقرة كلما دخلت علاقتها بواشنطن مرحلة متوترة، ويعكس حسابات تركية خاطئة وعملية ابتزاز فاشلة.

ويتم تشغيل قاعدة إنجرليك الجوية بشكل مشترك من قبل القوات الجوية الأميركية والتركية على مدى عقود، وهي قاعدة مهمة للعمليات الأمريكية في كل من سوريا والعراق. وتعد القاعدة أيضًا مقرّاً لنشر أسلحة نووية تكتيكية.

وكانت صحيفة التايمز البريطانية قالت في سبتمبر الماضي إن الولايات المتحدة تخطط لنقل قاعدة إنجرليك من تركيا، إلى جزيرة كريت اليونانية بغرض تعزيز وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط.

وسبق أنّ هدّد الرئيس التركي أردوغان ووزير خارجيته مولود أوغلو في مناسبات كثيرة، بأنه في حال أقدمت الولايات المتحدة على فرض عقوبات على تركيا، “فسوف نقابلها بالمثل”، وإذا اقتضى الأمر، فإن تركيا قد تضطر إلى إغلاق قاعدتي إنجِرليك وكوريجيك.

وفي رد فعل مباشر على التصريح التركي، أعلنت اليونان أنها على استعداد لاستقبال القواعد الأميركية على أراضيها، حال أقدمت تركيا على تنفيذ تهديداتها.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تقوم بالفعل، منذ فترة، ببناء قواعد عسكرية جديدة لها في اليونان وكريت وبعض الجزر اليونانية الأخرى.، وبالإضافة إلى ذلك، تجري مفاوضات مع حكومة الشطر الجنوبي من جزيرة قبرص لإنشاء قاعدة عسكرية هناك لمواجهة تمدد روسيا في شرق المتوسط التي قواعدها البحرية والجوية وتقويتها في طرطوس وحميميم السوريتين.

وإذا كانت أمريكا في الماضي تعول على قواعدها في تركيا فإن الوضع مختلف تماماً حاليا، لأن الولايات المتحدة تملك العديد من البدائل في عدد من الدول الأخرى.

وعلى سبيل المثال، قامت واشنطن، بالتفاهم مع الحكومة الكردية الإقليمية في كردستان العراق، بإنشاء قواعد جديدة لها في أربيل، وهي تغطي نفس المساحة الجغرافية تقريباً، التي تغطيها قاعدة إنجِرليك، فضلا عن القاعدة العسكرية التي تستضيفها دولة قطر، وبها آلاف الجنود الأمريكيين.