آسياأخبار العالم

التحالف “أوكوس” تحالف عسكري أمريكي أسترالي بريطاني

اعداد قسم البحوث الأمنية والعسكرية

تمثل الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا حول برنامج الغواصات العاملة بالدفع النووي “أوكوس” تأكيدا للقلق الناجم عن تنامي قوة الصين العسكرية.

وجاء هذا الإتفاق من أجل ردع الصين ولكن وبحسب الخبراء العسكريين فإن هذا الإتفاق سيحتاج إلى سنوات قبل أن يتمكن من المساهمة في ردع نفوذ بكين، بل أن هذه السنوات ستكون كفيلة بأن تأخذ بيكين إحتياطها وأن تتقدم أكثر.

مواجهة القوة العسكرية المتصاعدة للصين…

هذا هو الهدف بحسب الخبراء والمحللين، من الاتفاق الذي وقعته لندن وكانبيرا وواشنطن حول تصنيع غواصات نووية في أستراليا. لكنه سيتطلب وقتا طويلا قبل تحقيق هذا المسعى، وقد تمّ التوقيع في شهر مارس 2023.

تعرف هذه الشراكة باسم “أوكوس AUKUS” وستؤدي إلى استبدال كانبيرا لأسطولها من الغواصات التي تعمل بالديزل بأخرى تعمل بالدفع النووي، وبشكل خفي ونطاق عملاني أكبر بكثير.

سيتم هذا الاستبدال أولا عبر شراء غواصات أمريكية ثم من خلال صنع نوع جديد من الغواصات على الأراضي الأسترالية بتصميم مشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

لكن الجدول الزمني طويل الأمد والحاجة لزيادة قدرات الإنتاج يفرضان صعوبات فيما تواصل الصين توسعها العسكري ومطالبها في الأراضي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ما يهدد التقدم العسكري الذي كان يميز منذ فترة طويلة الولايات المتحدة في المنطقة.

رغم ان الصين لم تذكر خلال الإعلان عن أوكوس، إلا أن النمو الهائل لقوتها العسكرية واستخدامها بأشكال الأكثر عدوانية لها خلال العقد الماضي كان الدافع الرئيسي بوضوح لهذا الاتفاق.

تعتبر الولايات المتحدة الصين منافسها الرئيسي وتسعى لثنيها عن القيام بأعمال عسكرية لا سيما فيما يتعلق بجزيرة تايوان التي تطالب بها الصين وتعتبرها جزءا من أراضيها.

بحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الصين تريد أن يكون جيشها مستعدا للاستيلاء على تايوان، بالقوة إذا لزم الأمر، بحلول 2027.

لكن سيكون من الضروري انتظار حتى ثلاثينيات القرن الحالي قبل أن تتلقى أستراليا أول غواصاتها الهجومية التي تعمل بالدفع النووي، وهو وقت متأخر جدا لثني الجيش الصيني عن تحقيق أهدافه.

تحديات صناعية وعسكرية

وتعاني أستراليا حليفة الولايات المتحدة الإمريكية من مشكلة ردع الآن ووشنطن تريد أن تقيم مشروع معها يجهز في سنة 2040، التحدي الذي تواجهه الآن استراليا هو تحديد كيف يمكن أن تبدأ “أوكوس” بتقديم حلول لمشاكل اليوم.

بالنسبة لأستراليا، فإن الانتقال من فئة غواصات كولينز إلى فئة فيرجينيا لن يكون أمرا سهلا: فبعض النسخ من الغواصات الجديدة أكبر بمرتين تقريبا وسيتطلب ضعفي عدد البحارة وهذا ليس متاحا بالنسبة الى أستراليا.

أعقب إنشاء شراكة أوكوس في 2021 مشاورات استمرت 18 شهرا وقد أعلن قادة أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا انتهاءها في شهر مارس 2023 في قاعدة بحرية بكاليفورنيا.

وقال مسؤول أمريكي كبير قبل صدور الإعلان إن الهدف هو أن تتمكن أستراليا من أن تصنع محليا غواصة بالدفع النووي تعرف باسم SSN-AUKUS في مطلع سنوات 2040.

سيتم تطوير الغواصة انطلاقا من تصميم الجيل المقبل من الغواصات الهجومية البريطانية مع دمج تقنيا الغواصة فيرجينيا.

وأكد المسؤول الكبير أن اتفاق أوكوس “سيتطلب تحسينا كبيرا للقواعد الصناعية للدول الثلاث”.

وأكد النائب “روب ويتمان” العضو في لجنة القوات المسلحة التي تحظى بنفوذ أن الاتفاق يجب ألا يثقل كاهل إنتاج الغواصات للبحرية الأمريكية.

وقال في بيان بعد الإعلان إن تحالف “أوكوس لن يصل إلى كامل قدراته إذا لم يصل العدد الإجمالي للغواصات التي يديرها أعضاء أوكوس في المحيط الهادئ إلى ما فوق مشاريع البناء الحالية على مدى العقد المقبل”.

قلق روسي حول إنشاء “أوكوس” وصمت صيني

بالرغم من أن المستهدف من هذه الشراكة “أوكوس” هي الصين بالتحديد فإن بيكن لم تعلق وفي المقابل أعربت روسيا أخيرا عن قلقها إزاء إنشاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا لـ”أوكوس”، الأمر الذي يعد سببًا في تصعيد التوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي جميع أنحاء العالم.

يتمتع التحالف العسكري “أوكوس” (AUKUS) بأهمية عسكرية وجيوسياسية كبيرة. يقول زعماء الدول الأعضاء إن “الاتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا بشأن الغواصات النووية يزيد من قوة الردع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ويمثل خطوة في توحيد الاستراتيجيات والقدرات العسكرية للحلفاء الثلاثة”.

ولا تنص اتفاقية “أوكوس” على تسليم الغواصات النووية وبناء البنية التحتية اللازمة لنشرها الدائم في أستراليا فحسب، بل ينص أيضًا على التعاون المكثف في تطوير أنظمة الأسلحة الأكثر تقدمًا، فضلاً عن تزويد القوات المسلحة الأسترالية بالأسلحة الأمريكية وإدخال معايير العمليات القتالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق