أخبار العالمإفريقيا

هدنة إنسانية مؤقتة في الفاشر بعد عامين من الحصار واتهامات متزايدة بارتكاب انتهاكات جسيمة في مناطق النزاع بالسودان

وافق رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، التي ترزح تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع منذ قرابة عامين. وجاء هذا الإعلان عقب اتصال هاتفي أجراه البرهان مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا فيه الأخير إلى وقف مؤقت للقتال لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى آلاف المدنيين المحاصرين في المدينة المنكوبة.

ورحب غوتيريش خلال الاتصال بتعيين رئيس وزراء جديد في السودان، مشددًا على دعمه للجهود الرامية إلى إكمال مسار الانتقال المدني، فيما اعتُبر تحركًا من جانب المجتمع الدولي لتثبيت ملامح حل سياسي وسط نزاع دموي مستمر منذ أبريل2023.

في المقابل، لا تزال المعارك تتصاعد في مناطق أخرى، إذ أفادت مصادر محلية بمقتل أكثر من 20 مدنيًا في هجمات شنتها قوات الدعم السريع على قريتي “ألحقونا” و”لمينا” جنوب مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، في إطار عمليات نهب للمحاصيل، فيما أُصيب عدد من المدنيين نُقلوا إلى الأبيض على ظهور الدواب في ظل تعطل الخدمات الصحية والنقل.

وأدانت قبيلتا الشنابلة والبديرية تلك الهجمات، مؤكدتين في بيان مشترك أن الضحايا كانوا من المدنيين العزل، في وقت توسعت فيه سيطرة قوات الدعم السريع مؤخرًا جنوب الأبيض لتشمل مناطق الحمادي والدبيبات وكازقيل، رغم خضوع المدينة لسيطرة الجيش.

وكشف تقرير رسمي قدمته الحكومة السودانية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف عن انتهاكات جسيمة واسعة النطاق، من بينها جرائم إبادة جماعية واغتصاب وقتل خارج القانون واحتجاز قسري ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولايات الجزيرة وغرب دارفور وشمال كردفان وأجزاء من الخرطوم.

وتشير التقديرات الأممية إلى أن النزاع الدامي المستمر منذ منتصف أبريل2023 قد أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص، فيما تُقدّر دراسة مستقلة أجرتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا، مع نزوح أكثر من 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها الإقليم منذ عقود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق