هجوم صاروخي إيراني يوقع خسائر بمئات الملايين في مصفاة حيفا ويثير جدلاً داخليًا في إسرائيل

أعلنت مجموعة بازان الإسرائيلية عن تقديرات أولية للخسائر التي لحقت بمصفاة خليج حيفا جراء الهجوم الصاروخي الإيراني، مشيرة إلى أن الأضرار تتراوح بين 150 و200 مليون دولار، وفق ما أفادت به صحيفة يديعوت أحرونوت يوم الأربعاء 16 يوليو 2025.
وأبلغت الشركة بورصة تل أبيب أنها بدأت عمليات الترميم بعد استلام دفعة مالية مسبقة بقيمة 160 مليون شيكل (نحو 48 مليون دولار) من صندوق تعويضات خاص، لتغطية الأضرار المباشرة الناتجة عن استهداف وحدة توليد الطاقة، وهي القلب التشغيلي للمصفاة، والمسؤولة عن إنتاج البخار والكهرباء في المنشأة.
وقع الهجوم ضمن موجة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، التي استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، وأسفر عن تدمير واسع وأعاق العمل في منشآت حيوية في الشمال الإسرائيلي، وعلى رأسها المصفاة التي تمثل ركيزة أساسية في قطاع الطاقة الإسرائيلي.
رغم انطلاق جهود الإصلاح، أكدت الشركة أن التقييمات لا تزال غير نهائية وأن تكلفة التعويضات قد تتغير بناء على تطورات عمليات إعادة التأهيل، التي وصفتها بأنها معقدة للغاية نظراً لتوقف العمليات بشكل مفاجئ.
الهجوم أوقع أيضًا ثلاث ضحايا من موظفي المصفاة، لقوا حتفهم اختناقًا واحتراقًا داخل واحدة من الغرف المحصّنة بعد انهيار جزء من المبنى نتيجة الحريق الناتج عن القصف. وتُظهر صور الأقمار الصناعية وتصريحات الطواقم الفنية أن الحريق استمر لساعات قبل السيطرة عليه.
وفي محاولة لتسريع إعادة تشغيل الموقع، منحت وزارة الداخلية الإسرائيلية إعفاءات عاجلة من تصاريح البناء، إلا أن هذا القرار قوبل بانتقادات حادة من رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، الذي اعتبر أن “استمرار تشغيل بازان في قلب المدينة تهور غير مقبول”، مطالبًا بنقل المصفاة امتثالًا لقرارات حكومية سابقة تهدف إلى تقليل المخاطر البيئية والصناعية على سكان المدينة.
ويأتي هذا الحادث في وقت تتصاعد فيه المطالبات داخل إسرائيل بمراجعة توزيع المنشآت الصناعية الكبرى، لا سيما في المناطق المدنية الحساسة، خصوصًا بعد أن كشف الهجوم عن هشاشة المرافق الحيوية أمام الهجمات الصاروخية طويلة المدى.