هجمات متنوعة لتنظيم داعش:هل يمكن أن يعود كقوة إرهابية تهدد الاستقرار العالمي؟
تونس-8-1-2024
طالما تتالت التحذيرات من عودة محكمة وخطيرة لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة بعد ركود مخطط له للتنظيم إثر خسائره الفادحة السنوات الأخيرة، حيث تكبّد خسائر بشرية ومادية قُدّرت بمليارات الدولارات.
ومع تأسيس التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم في المنطقة، وبعد تراجع وخسارة آخر معاقله في الباغوز عام2019، عاد اليوم بشكل لافت حيث سُجّلت ضربات عنيفة له سواءً في العراق أو البادية السورية التي يتمركز فيها .
وتتحدث تقارير عن تحوّل هذا التنظيم إلى ورقة ضغط بأيدي أطراف سياسية إقليمية مفضوحة وحتى دولية وربما حديث وتخطيط لبعث تنظيم مشابه له أو تأسيس نسخة منه ستكون الأعنف لاعتبار تلك التدريبات التي تم تلفيها على مدار سنوات من الهجوم والقتل والخطف والسبي والتدمير .
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خلايا تنظيم داعش في سوريا نفذت عام 2023، 336 عملية في مناطق سيطرة النظام السوري والإدارة الذاتية شمال البلاد، وقد أسفرت العمليات الإجرامية عن مقتل 700 شخصا من المدنيين والعسكريين.
وقُتل فقط مقتل 82 شخصا ينتمون لداعش على الأراضي السورية، خلال عام 2023، وفق ذات المصدر، وقد كان مقتل زعيمه أبو الحسين الحسيني القرشي، خلال اشتباكات في إدلب شمال سوريا اغسطس الفارط أبرز إنجاز.
وتحدثت تقارير أخرى عن تراجع للتنظيم في العراق السنوات الأخيرة نتيجة تكثيف القوات العراقية للضربات التي تستهدف معاقله، وقد اعتقلت القوات العراقية 200 إرهابي، بينهم 135 على مستوى قيادي، وفقا لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي.
وأبرزت مصادر عراقية أنّ نشاط خلايا داعش تراجَع بنسبة 90 بالمائة خلال النصف الأول من 2023، إلا أن خطر التنظيم لم ينتهِ، إذ إن هناك خلايا مبعثرة تترصّد الأوضاع للقياد بهجماتها العنيفة.
وقال المحلّل السياسي والمختص في قضايا الإرهاب، أحمد سعود، في حديث معنا، إنّ الحديث عن انتهاء لتنظيم داعش الإرهاب سابق لأوانه، حيث أن فلوله لازالت موجودة وتنشط بشكل واضح وتُترجم الاستهدافات الأخيرة سواءً في سوريا أو العراق ذلك ، مشيرا إلى أنّ الجهود السورية –العراقية متواصل لوضع حد لإمكانية عودة نشاط أي تنظيم تكفيري في المنطقة سيما وان تجربة السنوات الأخيرة بيّنت أنّ الضرر من توسع وتمدد أي تنظيم سيضرّ المنطقة بأكلمها وسيؤدي إلى فوضى وانعدام الاستقرار السياسي والمجتمعي ما يؤدي إلى تقهقر اقتصادي سيما مع الاوضاع السيّئة التي يمرّ بها العالم بأسره.
وتحدّث عن الفوضى التي خلفتها فلول داعش الهاربة من المنطقة إلى غرب أفريقيا مستغلة الفوضى الأمنية هناك وانعدام الاستقرار السياسي.
وتطرّق إلى الخسائر القيادية والاضطرابات المالية التي لايزال يعيشها التنظيم والذي يستمرّ في سحب الملايين من الدولارات من الاحتياطيات النقدية، فضلا عن تورطه في عمليات ابتزاز واختطاف مقابل فدية وبدرجة أقل الحصول على التبرعات عبر منصات الإنترنت.
ويذكر المركز الأوروبي أنّ التنظيم لازال بحوزته مابين 5000 و7000 مقاتل فقط في سوريا والعراق ويحتجز التحالف الدولي مع قوات سوريا الديمقراطية شمال وشرق سوريا حوالي 100000 مقاتل من مختلف الجنسيات.
وقال محدثنا إنّ التنظيم لن يعود كما كان منذ تحرير الباغون أبرز معاقله، لكنه يحاول البروز من جديد ولو بإمكانيات أقل.
وعن أسباب العودة لنشاط التنظيم وتكثيف الهجمات يقول: اللا استقرار سياسيا واقتصاديا وتدهور الوضع الأمني في المنطقة خاصة مع استمرار الصراع في سورية دفع التنظيم إلى لملمة صفوفه برغم خسائره الفادحة والعودة، ويجب أن نذكّر أن الوضع المأزوم معيشيا في سوريا مثلا استغله التنظيم لتجنيد السكان المحليين بغية الحصول على معطيات أمنية لتحركات الامن وللإحداثيات للتحرك، هذا علاوة على انهيار البنية التحتية والذي جهّز الأرضية لنشاط التنظيم وهذا مع ضعف التمويل الخارجي والدعم للاهالي في تلك المناطق، كلها عوامل دفعت التنظيم إلى العودة”.
ويعتقد محدثنا أنّ دعوة السلطات العراقية في الوقت الراهن التحالف لمغادرة العراق، سيسهم بشكل بارز في تكثيف النشاط هجماته، محذرا من هكذا خطوات غير مدروسة في الوقت الراهن، قد تساهم في إعادة بروز التنظيم.
وينبّه محللون من عودة ظهور تنظيم داعش حيث تتأرجح الظروف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا لمجيء التنظيم للمرة الثانية كقوة إرهابية رئيسية تهدد الاستقرار العالمي.