“نحو معركة التكنولوجيا والأمن “:هل بلغت التوترات بين تايوان والصين عتبة الحرب؟
سوار فطايمية قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية 11/07/2024
تقديم :
تشهد منطقة تايوان، الموجودة في شمال غرب المحيط الهادئ تصاعدًا ملحوظًا في التوترات العسكرية والسياسية بين الصين وتايوان، وذلك بفعل مطالب الصين المتنامية بالسيادة الكاملة على الجزيرة وتهديدها باللجوء إلى القوة لإعادة توحيدها.، مما يثير مخاوف بشأن استقرار المنطقة بأسرها. هذا التوتر الذي يتجسد في الأنشطة العسكرية المتبادلة وتصاعد التهديدات
فخلال الـ 24 ساعة الماضية، رصدت وزارة الدفاع التايوانية أعدادًا غير مسبوقة من الطائرات العسكرية الصينية، بلغت 66 طائرة، بالإضافة إلى وجود 7 سفن من جيش التحرير الشعبي الصيني في مياه قريبة من جزيرة تايوان. الصين استغلت هذه الفترة لتنفيذ مناورات عسكرية شاملة تحت اسم “مشروع السيف المشترك-2024 أ“، تضمنت لأول مرة الجزر الاستراتيجية التايوانية، مما يعكس استعدادها الجدي للتصعيد في النزاع
بالمقابل ردت تايوان بزيادة تعزيزاتها العسكرية، بما في ذلك نشر مقاتلات وسفن حربية وإطلاق صواريخ من طراز إتش إف-3 الأسرع من الصوت، بهدف تعزيز الدفاع عن سيادتها وتأكيد استعدادها للرد بكل حزم على أي تهديدات محتملة
تتركز التوترات السياسية بين الصين وتايوان أيضًا على الاتهامات المتبادلة بالاستفزاز، حيث اتهمت بكين الرئيس التايواني “لاي تشينغ-تي” بتصعيد النزاعات، في حين تصف تايوان إجراءات الصين بأنها محاولات للنيل من سيادتها وتهديد لاستقرار المنطقة بأسرها
إلى جانب التوترات العسكرية والسياسية، بدأت تايوان خطوات لتعزيز قدراتها التكنولوجية والدفاعية بشكل ملحوظ حيث أعلنت عن تشغيل الحاسوب العملاق “الرائد1”و يُعد هذا الحاسوب من بين أقوى الأنظمة الحاسوبية في المنطقة، مما يساهم في تعزيز مكانتها كمركز تكنولوجي إقليمي بارز، وفي نفس الوقت يعكس التزامها بتعزيز قدراتها الدفاعية للتصدي لأي تهديدات محتملة
خلاصة :
هذا و تسلط التطورات الأخيرة في منطقة الضوء على التحديات الأمنية والسياسية المعقدة التي تواجهها المنطقة، مما يبرز أهمية الحوار الدبلوماسي والسعي المستمر نحو حلول سلمية لتجنب المزيد من التصعيد والمخاطر الجديدة التي قد تعصف بالاستقرار الإقليمي