ناشيونال انترست: هل تصبح أوكرانيا “إسرائيل الجديدة” للولايات المتحدة؟
الولايات المتحدة-21-02-2023
ذكرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية في عددها الأخير، أن أوكرانيا تتمتع بتأييد شعبي بين الأمريكيين وممثليهم في الـ “كابيتول هيل” الذين يعتقدون أن الأوكرانيين، مثل الإسرائيليين، أو “يشبهونهم”.
وأضافت المجلة، التي تعكس أراء ومواقف اتجاهات من داخل حركة المحافظين الجدد، في مقال للكاتب ليون هادار، أن الرئيس الأوكراني زيلنسكي يحاول إظهار بلاده على أنها “إسرائيل” أوروبا بالنسبة لأمريكا..
وقال الرئيس الأوكراني للصحفيين العام الماضي، إنّه يريد أن تصبح بلاده “إسرائيل كبيرة” بعد انتهاء الحرب.
وكان زيلينسكي يرسم بعض أوجه الشبه بين مستقبل أوكرانيا و”إسرائيل” حيث تنتشر صور الجنود والمدنيين المسلحين، وتتذرع الحكومة بالأمن بشكل متكرر.
كما شدّد الرئيس الأوكراني على أن رؤيته لمستقبل بلاده في مرحلة ما بعد الصراع، تتضمن وجود قوات مسلحة في “جميع المؤسسات ومحلات السوبر ماركت، وفي دور السينما أيضاً”، وهو هنا يُظهر بلاده مستقبلاً كـ”إسرائيل” القائمة على الأمن والعسكرة.
وقد شدّد في عدة مناسبات على أهمية الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع كيان الاحتلال العنصري الصهيوني الذي أشاد به كنموذج لأوكرانيا.
ورفض زيلينسكي فكرة أن أوكرانيا ما بعد الحرب، ستُحاكي ديمقراطية أوروبية ليبرالية، مثل سويسرا كنموذج، وقال إنّه مثل “الدولة اليهودية”.
يطرح المقال ظهور زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق، مثل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، بائع الأثاث السابق. وإذا حاول الأخير، كما اقترح البعض -وفق المجلة- تحويل “إسرائيل” إلى الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، فزيلينسكي يبدو في بعض الأحيان، أنه يأمل أن تكون بلاده الولاية الثانية والخمسين!
وبالفعل، كما في حالة “إسرائيل”، فإنّ جهود أوكرانيا لوضع نفسها كحليف طبيعي لواشنطن، في المصالح والقيم على حد سواء، قد تمّ قبولها كـ “بديهية دبلوماسية” من قِبل قوى السياسة الخارجية الأمريكية.
وانضم إلى القبول بهذه البديهية، حسب كاتب المقال، كل من المحافظين الجدد، وكذلك العديد من “القوميين المحافظين” من اليمين السياسي، ومن قبل الليبراليين الدوليين الذين يسيطرون على تفكير الديمقراطيين، بما في ذلك رأس الإدارة الأمريكية الذي يشغل البيت الأبيض حالياً.
وكان رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندري يرماك، قد دعا يهود العالم إلى الضغط على “تل أبيب” لتسليح بلاده، وقد رأى ذلك مهماً، ليس فقط لأمن أوكرانيا، وإنما لأمن “إسرائيل” أيضاً.
ووصف يرماك روسيا بأنها “حزب الله الأوروبي”، مؤكداً أنّ “توفير أنظمة الدفاع الجوي ضروري، ليس فقط للأمن الأوكراني، لكن أيضاً لضمان السلام من أجل إسرائيل”، بحسب تصريحاته لممثلي المنظمات اليهودية الأمريكية والأوروبية، في تشرين أكتوبر الماضي.
وكان موقع “أكسيوس” الأمريكي قد كشف، قبل قرابة شهر، عن طلب إدارة الرئيس بايدن من كيان الاحتلال الصهيوني إرسال صواريخ “هوك” إلى أوكرانيا، وقد وافق الكيان على الطلب الأمريكي، وذلك برغم تحذيرات روسيا المتواصلة.