ميشوستين يصل إلى الصين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وسط ضغوط غربية متزايدة

قسم الأخبار الدولية 03/11/2025

توجَّه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى الصين في زيارة وُصفت بـ«البالغة الأهمية» تستمر يومين، في إطار تنسيق متزايد بين موسكو وبكين لتعميق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، رغم تصاعد الضغوط الغربية.

وبحسب بيان الحكومة الروسية، بدأ ميشوستين زيارته في مدينة هانغتشو، حيث عقد اجتماعاً مع نظيره الصيني لي تشيانغ لمراجعة التقدم في مشاريع الشراكة الثنائية، قبل أن يتوجه إلى بكين لإجراء محادثات موسعة مع الرئيس شي جينبينغ. وتأتي هذه الزيارة بعد أكثر من عام على اللقاء الأخير بين رئيسي الحكومتين في موسكو، والذي أظهر التزام الطرفين بتوسيع العلاقات الاقتصادية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والنقل والزراعة.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الزيارة تحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، مشيراً إلى أن نتائجها قد تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون في ظل القيود المفروضة على موسكو منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية. وتزامن ذلك مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات قياسية تجاوزت 240 مليار دولار في 2024، مدعومة بزيادة التسويات باليوان وتعزيز الاستثمارات المشتركة في البنى التحتية والطاقة المتجددة.

وتشير مصادر روسية إلى أن المحادثات ستتناول أيضاً توسيع التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، بما يعزز قدرة البلدين على مواجهة ما تعتبره موسكو وبكين «الهيمنة التكنولوجية الغربية». ويرى مراقبون أن ميشوستين يسعى من خلال هذه الزيارة إلى دعم مسار «الشراكة بلا حدود» التي وقّعها الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جينبينغ عام 2022، وإظهار وحدة الموقف بين القوتين الشرقية والروسية في مواجهة الضغوط الأميركية والأوروبية.

بهذه الزيارة، تعيد موسكو وبكين التأكيد على رهانهما المشترك على نظام عالمي متعدد الأقطاب، قائم على التعاون الاقتصادي المتبادل بعيداً عن النفوذ الغربي، في لحظة تتسم باضطراب العلاقات الدولية وتزايد التنافس الجيوسياسي في آسيا وأوروبا.