ميرشهايمر يطرح 10 أفكار حول الحرب الإسرائيلية_الإيرانية

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 21-06-2025
تقدم قاسيون فيما يلي، وبشكل مختصر، 10 أفكار أساسية طرحها المفكر الأمريكي المعروف جون ميرشهايمر خلال لقاء له يوم أمس 20يونيو 2025 على قناة judging freedom على منصة يوتيوب.
من هو جون ميرشهايمر؟
جون ج. ميرشهايمر هو أحد أبرز منظّري العلاقات الدولية في العالم المعاصر، وأستاذ في جامعة شيكاغو، ومؤسس تيار “الواقعية الهجومية” الذي يرى أن الدول تسعى باستمرار إلى تعظيم قوتها ضمن نظام دولي فوضوي تحكمه المصالح لا القيم.
عُرف بمواقفه النقدية الحادة للسياسات الخارجية الأمريكية، خصوصاً حرب العراق، والصراع في أوكرانيا، والدور الأمريكي في الشرق الأوسط. ويُعتبر من الأصوات القليلة التي تتحدّى الخطاب السائد في واشنطن حول “إسرائيل”، كما شارك في تأليف كتابه الشهير مع ستيفن والت “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية”، الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والإعلامية.
أولاً- هل تنتصر “إسرائيل” فعلاً؟
في بداية المقابلة، يفنّد ميرشهايمر الرواية الإعلامية الغربية التي تصوّر “إسرائيل” كمنتصر في المواجهة مع إيران، مؤكداً أن “إسرائيل في ورطة حقيقية”، وأن تصريحات ترامب ووسائل الإعلام عن “الانتصار الإسرائيلي” لا معنى لها من دون تحديد الأهداف والاستراتيجية.
“القول بأن إسرائيل تنتصر هو كلام فارغ ما لم نُحدّد ما هي أهدافها وكيف تنوي تحقيقها”.
ويضيف إن “إسرائيل” وضعت لنفسها ثلاثة أهداف مركزية:
- تدمير القدرة النووية الإيرانية (أي تدمير قدرات التخصيب).
- تغيير النظام السياسي في طهران.
- فرض استسلام غير مشروط، وهو هدف عبّر عنه ترامب صراحة.
لكن، بحسب ميرشهايمر، “إسرائيل” لا تملك الوسائل العسكرية ولا السياسية لتحقيق أي من هذه الأهداف.
ثانياً- ليس هنالك استراتيجية نصر… والتدخل الأمريكي لن يغيّر المعادلة
يرى ميرشهايمر أن الاعتماد “الإسرائيلي” على الحملة الجوية غير كافٍ لتحقيق أي من الأهداف المعلنة:
لم يحدث قط في التاريخ أن أدى قصف جوي إلى تغيير نظام. حصل ذلك في العراق فقط عندما قمنا بالغزو البري”.
حتى مع تدخل أمريكي محتمل، يشكك ميرشهايمر بفعالية الضربات، بما فيها استخدام القنابل الضخمة 30 ألف رطل لتدمير منشآت فوردو النووية، مؤكداً أن الإيرانيين قادرون على إعادة بناء برنامجهم النووي خلال عام أو عامين.
حتى لو تم تدمير أجهزة الطرد المركزي… سيعود الإيرانيون لبنائها بسهولة. لا توجد نهاية حقيقية لهذا المسار العسكري”.
ثالثاً- تفكيك أسطورة الهيمنة الجوية
رداً على تصريحات ترامب بأن “إسرائيل تسيطر على سماء إيران”، يوضح ميرشهايمر أن الواقع مختلف:
“لا دليل على أن إسرائيل دمرت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية. لم نرَ معركة جوية حقيقية”.
ويرى أن “إسرائيل” تعتمد في هجماتها على صواريخ كروز وطائرات دون طيار تُطلق من خارج الحدود أو من مناطق قريبة (مثل العراق)، وهو ما يُضعف قدرتها على فرض هيمنة جوية استراتيجية.
رابعاً- حرب استنزاف… وإيران لن تنكسر
يشدد ميرشهايمر على أن القيادة الإيرانية، أمام تهديد وجودي، ولن ترضخ بسهولة:
“نحن نهدد بقاء الدولة الإيرانية نفسها… وهذا يدفعها إلى القتال حتى آخر فرد”.
ويضيف أن “إسرائيل” لا تملك القدرة على تحمّل حرب طويلة الأمد مماثلة للحرب مع العراق مثلاً، خصوصاً في ظل الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الضربات الإيرانية.
خامساً- التهويل النووي… كذبة متكررة
يُفند ميرشهايمر الخطاب “الإسرائيلي” المتكرر منذ عقود حول اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي، واصفاً إياه بأنه جزء من استراتيجية دائمة لتبرير الضغط والعقوبات والحروب.
“نتنياهو يكرر العبارة نفسها منذ ثلاثين عاماً… إيران على بعد أسابيع من القنبلة. لكنها لم تحصل عليها”.
ويشدد على غياب أي دليل على أن إيران تطور سلاحاً نووياً، رغم امتلاكها قدرة تخصيب عالية تتيح لها – نظرياً – الوصول إلى ذلك إن أرادت، لكن ما من مؤشرات فعلية على اتخاذ هذا القرار.
سادساً- حسابات نتنياهو الداخلية: هروب إلى الأمام؟
يطرح ميرشهايمر احتمالاً مثيراً: أن يكون هدف نتنياهو من إشعال الحرب ليس فقط ضرب إيران، بل أيضاً منع سقوطه السياسي في الداخل “الإسرائيلي”.
“إذا خسر الحرب ولم يحقق نصراً، فستكون نهايته السياسية شبه مؤكدة… الحرب باتت عبئاً هائلاً على الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي”.
سابعاً- احتمالات خطيرة: النووي والردع الإقليمي
يحذر ميرشهايمر من أن تدهور الوضع قد يدفع “إسرائيل” للتفكير في استخدام السلاح النووي، وهو ما يُعد تهديداً مباشراً للنظام الدولي لمنع الانتشار النووي.
إذا لجأت إسرائيل إلى الخيار النووي، حتى بحدوده الدنيا، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام باكستان لتزويد إيران بسلاح نووي، أو السعي إليه ذاتياً”.
ويرى أن هذا المسار سيكون كارثياً على النظام الدولي، وسيفتح سباق تسلّح نووي غير مسبوق في الشرق الأوسط، وربما خارجه.
ثامناً- صمت الإعلام: اللوبي لا يسمح بالنقاش
واحدة من أخطر النقاط التي أشار إليها ميرشهايمر هي غياب أي نقاش جدي في الولايات المتحدة حول دور واشنطن في هذه الحرب، بسبب قوة اللوبي “الإسرائيلي”:
“اللوبي يمنع النقاش العلني… لأنه يعلم أن أي حوار مفتوح سينتهي بخسارة إسرائيل في الرأي العام”.
يُشير إلى أن أي معارضة تُواجه بالتشويه والإقصاء، وأن الإعلام الأمريكي خاضع لرقابة غير رسمية تمنع مساءلة “إسرائيل”.
تاسعاّ- أمريكا تحترق من أجل “إسرائيل”… والصين رابحة
يرى ميرشهايمر أن انخراط واشنطن في هذه الحرب يُضعف موقعها العالمي، ويخدم الصين:
“نُهدر موارد عسكرية ثمينة في حرب لا طائل منها… بدل التركيز على التحدي الصيني في شرق آسيا”.
ويضيف أن هذا النمط من الإنهاك – الممتد من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط – يُقيد قدرة واشنطن الاستراتيجية على التحرك عالمياً.
عاشراً- أمل ضئيل… وخوف كبير
في ختام المقابلة، عبّر ميرشهايمر عن أمله بأن يتم تجنب الأسوأ:
“آمل أن يتحلّى ترامب بما يكفي من الحكمة لعدم إدخال الولايات المتحدة في هذه الحرب… لكني لست متفائلاً”.
ويحذر من أن استمرار الحرب قد يقود إلى استخدام خيارات مدمرة، وأن غياب النقاش العام سيُفاقم أخطاء الماضي.