ميرتس ينتقد استراتيجية الأمن القومي الأميركية ويطالب باستقلالية أوروبية أوسع

قسم الأخبار الدولية 09/12/2025
انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أجزاءً أساسية من «استراتيجية الأمن القومي» الأميركية الجديدة، معتبراً أنها «غير مقبولة» من المنظور الأوروبي، خصوصاً بعد الإشارات الواردة في الوثيقة حول «محو حضاري» محتمل في أوروبا وضرورة «مكافحة الهجرة الجماعية». وعبّر ميرتس عن موقفه خلال زيارة لولاية راينلاند – بفالتس التي تضم واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في أوروبا، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين برلين وواشنطن منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى السلطة.
ورأى ميرتس أن أوروبا «لا تحتاج من ينقذ ديمقراطيتها»، مؤكداً أن القارة قادرة على حماية نفسها: «إذا كان لا بد من إنقاذ أوروبا، فيمكننا أن نقوم بذلك بأنفسنا». ويعكس هذا التصريح اتجاهاً متصاعداً داخل بعض الأوساط السياسية الألمانية يدعو إلى تعزيز الاستقلالية الأوروبية في مجالي الأمن والسياسة الدفاعية، بعيداً عن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة.
وأشار ميرتس إلى أن الوثيقة الأميركية تتوافق مع مواقف عبّر عنها نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، والذي أثار آنذاك صدمة واسعة بسبب تقاربه مع خطاب الأحزاب الشعبوية الأوروبية. ومنذ تولي ترمب الحكم مجدداً، زادت الخلافات بين الجانبين على خلفية التقارب الأميركي مع روسيا ودعم واشنطن أحزاباً محافظة ومتطرفة في أوروبا، ما اعتبرته برلين مساساً باستقرار القارة.
ويأتي الجدل حول الوثيقة الأميركية فيما يبحث الأوكرانيون في بنود الخطة التي طرحتها واشنطن لإنهاء الحرب التي استمرت أربعة أعوام في بلادهم، وهي خطة لا تزال محل خلاف داخل أوروبا. وفي هذا السياق، شدد ميرتس على أن أوروبا «بحاجة إلى قدر أكبر من الاستقلالية»، مضيفاً أن شعار «أميركا أولاً» الذي يرفعه ترمب «قد يكون جيداً للولايات المتحدة، لكنه لا يخدم مصالحها إذا تحول إلى (أميركا وحدها)»، مؤكداً أن واشنطن تحتاج أيضاً إلى شركاء دوليين «وقد تكون أوروبا من بينهم».



