موسكو تلوّح بتجربة نووية مماثلة إذا أقدمت واشنطن على الخطوة ذاتها وسط تصاعد سباق الردع بين القوتين

قسم الأخبار الدولية 08/10/2025
لوّحت روسيا بإجراء تجربة نووية جديدة إذا أقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ تجربة مماثلة، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين القوتين النوويتين وتراجع آليات الرقابة المتبادلة على الأسلحة الإستراتيجية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله، اليوم الأربعاء، إن موسكو «ستسارع إلى تنفيذ تجربة نووية إذا فعلت واشنطن ذلك»، مؤكداً أن بلاده رصدت نشاطاً أميركياً مكثفاً لإعادة تهيئة البنية التحتية اللازمة لمثل هذه التجارب. وأوضح أن الأجهزة الروسية تتابع عن كثب التحركات الأميركية في مواقعها التجريبية، وأن الرد الروسي سيكون «فورياً ومتكافئاً».
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد صرّح في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأن موسكو لن تبادر بإجراء أي تجربة نووية إلا إذا أقدمت عليها قوة نووية أخرى، في إشارة واضحة إلى التزام روسيا بمبدأ الردع المتبادل لا المبادأة. غير أنه أشار آنذاك إلى أن بلاده رصدت مؤشرات على استعداد إحدى الدول لتنفيذ تجربة فعلية، دون أن يذكر اسمها، ما أثار حينها تكهنات واسعة حول نيات الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية – الأميركية توتراً متزايداً، خاصة بعد تعليق العمل بمعاهدة “نيو ستارت” الخاصة بالحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية. ويرى مراقبون أن التصريحات الروسية الأخيرة تمثل رسالة تحذير مزدوجة، مفادها أن موسكو مستعدة لاستئناف الاختبارات إذا انهار ما تبقى من منظومة الضبط النووي الدولي.
ويرى خبراء في الشأن الإستراتيجي أن عودة سباق التجارب النووية بين القوى الكبرى قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من سباق التسلح، في ظل غياب أطر تفاهم فعالة، ما يزيد المخاطر على الأمن العالمي ويقوض جهود منع الانتشار النووي.