موسكو تشترط استبعاد واشنطن وأنقرة من محادثات إسطنبول وأوكرانيا تتهمها بتقويض جهود السلام

قسم الأخبار الدولية 16/05/2025
طلبت روسيا من الجانب الأوكراني إجراء محادثات ثنائية في إسطنبول دون مشاركة الولايات المتحدة وتركيا، وفق ما أكده مصدر دبلوماسي أوكراني اليوم الجمعة، واصفاً هذه الخطوة بأنها محاولة لتقويض مسار التفاوض، وموحياً بأن الوفد الروسي لا يحمل تفويضاً جدياً لإنهاء الحرب، بل لتعطيل المساعي الجارية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “الموقف الروسي يثير الشكوك بشأن نوايا الكرملين”، معتبراً أن فرض شروط مسبقة وإقصاء أطراف داعمة لأوكرانيا يمثل تحدياً لمساعي السلام، ومؤشراً سلبياً حول مدى الجدية التي يتعامل بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأزمة.
وكانت العاصمة التركية إسطنبول قد شهدت اليوم اجتماعاً ثلاثياً ضم وفوداً من أوكرانيا والولايات المتحدة وتركيا، في إطار تنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية. وترأس الاجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بحضور نظيره الأميركي ماركو روبيو، والسفير الأميركي في أنقرة توم باراك، إضافة إلى المبعوث الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ. ومثل الجانب الأوكراني كل من كبير موظفي الرئاسة أندريه يرماك، ووزيري الدفاع والخارجية رستم عمروف وأندري سيبيغا.
وفي تطور موازٍ، عقد مسؤولون أميركيون وروس اجتماعاً مغلقاً في أحد فنادق إسطنبول، على هامش مباحثات السلام، حيث أجرى مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية مايكل أنتون محادثات ثنائية مع مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي، الذي يقود وفد موسكو التفاوضي.
يأتي هذا الحراك في وقت تتسع فيه الجهود الدولية لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع، في ظل تأكيد من كييف على أهمية استمرار الدعم الأميركي والغربي للمفاوضات، ورفضها أي محاولة لعزل الحلفاء الرئيسيين عن العملية السياسية.
في غضون ذلك، رأت كييف أن إقصاء واشنطن من المحادثات يهدف إلى إضعاف الموقف الأوكراني، مشيرة إلى أن موسكو تسعى لتفكيك التحالف الداعم لأوكرانيا عبر خطوات تدريجية تبدأ بإخراج تركيا والولايات المتحدة من المشهد التفاوضي.
وتشكل إسطنبول، منذ انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، ساحة دبلوماسية محورية في جهود الوساطة، حيث سبق أن استضافت محادثات مباشرة بين الطرفين، برعاية تركية وأممية، في محاولات متكررة لوقف القتال، لكنها لم تسفر حتى الآن عن اتفاق شامل.
ويتوقع مراقبون أن يتصاعد التوتر في كواليس المحادثات، مع تمسك موسكو بشروط مسبقة، ومعارضة كييف لأي صيغة تفاوضية تستبعد حلفاءها الأساسيين.