آسياأخبار العالمأوروبا

موسكو تتوعد بردّ حازم إذا مضت برلين في تسليح أوكرانيا بصواريخ تاوروس بعيدة المدى

اتهمت روسيا المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس بتبني مواقف تؤجج النزاع في أوكرانيا، محذّرة من أن أي خطوة لتزويد كييف بصواريخ “تاوروس” البعيدة المدى ستقود إلى “تصعيد خطير” في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات صحفية اليوم الاثنين، إن دعم ميرتس لتسليم كييف صواريخ متطورة من طراز “تاوروس”، القادرة على ضرب العمق الروسي، يُعد مؤشرًا على “تبنّي مزيد من خيارات التصعيد العسكري”، وهو نهج “يتزايد أيضًا في عدة عواصم أوروبية”، وفق تعبيره.

وأضاف بيسكوف أن “موسكو تأسف لأن أوروبا لا تسعى إلى حلول دبلوماسية، بل تتجه نحو إطالة أمد الحرب ودفعها نحو مستويات أكثر دمارًا”.

وتأتي هذه التصريحات عقب إعلان ميرتس، زعيم المحافظين الذين فازوا بالانتخابات التشريعية الألمانية الأخيرة، عن استعداده لتسليم صواريخ “تاوروس” إلى أوكرانيا، شرط أن يتم ذلك في إطار تنسيق أوروبي. وقال ميرتس مساء الأحد: “لن نفعل ذلك بمفردنا، لكن إذا توافق الأوروبيون على هذه الخطوة، فألمانيا ستكون جزءًا منها”.

ويمثل هذا التحول موقفًا مغايرًا لما تبنّاه سلفه أولاف شولتس، الذي رفض تسليم هذه الصواريخ خوفًا من تداعيات استهداف الأراضي الروسية مباشرةً.

ويبلغ مدى صواريخ “تاوروس” نحو 500 كيلومتر، وهي من إنتاج الشركة الأوروبية متعددة الجنسيات “MBDA”، وتُعد من الأسلحة الدقيقة القادرة على ضرب تحصينات عسكرية واستراتيجية في العمق.

وتعدّ ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لكييف بعد الولايات المتحدة، وقد قدمت مساعدات عسكرية شملت أنظمة دفاع جوي ودبابات ومدرعات متقدمة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وأدلى ميرتس بتصريحاته بعد ساعات من تعرض مدينة سومي الأوكرانية لهجوم روسي مزدوج، وصفه المسؤولون المحليون بأنه “الأعنف” منذ بداية الحرب، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 مدنيًا.

ويُنظر إلى هذا التصعيد كاختبار مبكر لمواقف الحكومة الألمانية الجديدة، خصوصًا في ظل تصاعد الضغط الأوروبي لتقديم دعم نوعي لأوكرانيا مع استمرار تعثر المفاوضات السياسية واشتداد المعارك في الشرق والجنوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق