موسكو تتهم حكومة الدبيبة بالتورط في أنشطة إرهابية بالساحل الأفريقي وتربطها بتعاون أوكراني غامض وسط انقسام ليبي متفاقم

قسم الأخبار الدولية 09/10/2025
اتهمت روسيا حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بالتورط في دعم عمليات إرهابية داخل منطقة الساحل الأفريقي عبر التعاون مع «عناصر أوكرانيين» ووسطاء بريطانيين، في أحدث تصعيد دبلوماسي يعكس تعقيدات المشهد الليبي وتشابك مصالح القوى الدولية فيه. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إن حكومة الدبيبة «قدّمت تسهيلات لعملاء أوكرانيين لتنظيم هجمات في منطقة الساحل»، مؤكدة أن التعاون شمل تزويد كييف بطائرات مسيّرة هجومية وتدريبات أمنية متقدمة بإشراف ضباط من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
ورغم حساسية الاتهامات، التزمت حكومة الوحدة الصمت، بينما أكدت مصادر عسكرية في شرق ليبيا أن لديها «معلومات تتقاطع مع الرواية الروسية»، مشيرة إلى تلقي عناصر أمنية ليبية تدريبات في أوكرانيا. ويرى مراقبون أن هذه التطورات تُعيد طرح ملف الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي استخدمتها قوات الدبيبة في نزاعات داخلية خلال العامين الأخيرين، ما يثير تساؤلات حول مدى عمق التعاون بين طرابلس وكييف.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتعمق فيه الانقسامات بين حكومة الغرب المعترف بها دولياً والسلطة الموازية في الشرق المدعومة من الجيش الوطني الليبي، في ظل تنافس دولي محتدم على النفوذ في البلاد. ويعتبر خبراء أن ليبيا تحولت إلى مسرح جانبي للصراع الروسي–الأوكراني، حيث تمثل حدودها الجنوبية مع دول الساحل امتداداً جيوسياسياً مهماً للصراع على النفوذ في أفريقيا.
ويرى المحلل السياسي حسام فنيش أن واشنطن تنظر إلى ليبيا باعتبارها «جزءاً من استراتيجيتها الجديدة لاحتواء روسيا وتأمين الجنوب الأوروبي»، في حين تستخدم موسكو وجودها في شرق وجنوب البلاد كورقة ضغط موازية لجبهتها في أوكرانيا. أما المحلل العسكري محمد الترهوني، فاعتبر أن الاتهامات الروسية «تحمل مؤشرات جدية على تصاعد المواجهة غير المباشرة بين موسكو وكييف في شمال أفريقيا».
ويحذر سياسيون ليبيون من أن هذا التوتر قد يدفع ليبيا مجدداً إلى قلب صراع دولي مفتوح، ويقوّض فرص الاستقرار الداخلي، في بلد لا يزال يعاني من انقسام مؤسساتي حادّ ووجود عسكري أجنبي متعدد الولاءات.