موريتانيا توقع مع الصين مذكرة انضمام لمبادرة الأمن العالمي

بيكين-قسم الأخبار الدولية05/08/2025
في سياق إقليمي ودولي يتسم بتعقيدات أمنية متزايدة وتنافس جيوسياسي محموم، تتجه موريتانيا بخطى محسوبة نحو تعزيز شراكاتها الاستراتيجية، خاصة مع القوى الدولية الصاعدة.وفي هذا النطاق، قال وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوق، في تدوينة نشرها أمس: «وقعت اليوم، في مقر الوزارة، مع سعادة تانغ زهونغ دونغ، سفير جمهورية الصين الشعبية، مذكرة تفاهم للتعاون الأمني ضمن مبادرة الأمن العالمي»؛ مضيفاً: «تهدف هذه المذكرة إلى تعزيز التنسيق الأمني المشترك، ورفع كفاءة القدرات البشرية والعملياتية، ومواجهة التحديات الأمنية، سواء التقليدية أو غير التقليدية، وذلك في إطار احترام السيادة الوطنية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والأطر الدولية ذات الصلة.»
وجاء التوقيع على المذكرة بحضور السفير الصيني في نواكشوط، تانغ تشونغ دونغ، والمستشار الأول في السفارة الصينية، وانغ يونغتشاو، ممثلين للحكومة الصينية؛ إلى جانب الوزير ولد مرزوق، ممثلاً لحكومة بلاده.
وشدد الشؤون الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، على أن «موريتانيا والصين تربطهما صداقة تقليدية متينة، وأن هذه المذكرة تجسيد لقوة الشراكة الاستراتيجية بينهما».
وأعرب عن رغبة بلاده في «تعزيز التنسيق والتواصل مع الصين ضمن مبادرة الأمن العالمي، من أجل تعزيز التعاون العملي في المجال الأمني، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف». و اعتبر السفير الصيني أن توقيع هذه المذكرة «يعكس الثقة السياسية المتبادلة بين الصين وموريتانيا، والمتجذرة عبر ستة عقود من العلاقات»، مشيراً إلى أنها تمثل «ترجمة جديدة لعمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ودعماً قوياً للتعاون الأمني في ظل السياق الدولي الراهن».وأضاف أن بكين «مستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع نواكشوط لمواجهة التحديات الأمنية، وبناء مستقبل ينعم بالسلام المستدام والأمن المشترك».
وجاء توقيع موريتانيا مع الصين على مذكرة انضمام لمبادرة «الأمن العالمي» التي طرحتها الصين، ليحمل في طياته مؤشرات على سعي نواكشوط لإعادة تموضعها داخل الخارطة الأمنية الدولية، وفق رؤية توازن بين مصالحها الوطنية ومقتضيات الانفتاح على شركاء جدد، دون التفريط في مبدأ السيادة.