موريتانيا: إنقاذ 158 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل نواكشوط

قسم الأخبار الدولية 15/12/2025
كشفت عملية إنقاذ 158 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل نواكشوط عن استمرار خطورة مسار الهجرة غير النظامية عبر المحيط الأطلسي، الذي بات من أكثر الطرق فتكاً بالمهاجرين القادمين من دول غرب أفريقيا باتجاه جزر الكناري. وأظهرت المعطيات أن الزورق ظل عالقاً في عرض البحر لمدة عشرة أيام، في ظروف وصفت بالحرجة، ما وضع ركابه، وبينهم نساء وأطفال، أمام خطر حقيقي يهدد حياتهم.
وأبرز تدخل خفر السواحل الموريتاني الدور المتنامي لموريتانيا بوصفها نقطة عبور مركزية على هذا المسار، في ظل تصاعد نشاط شبكات تهريب البشر التي تستغل الأوضاع الاقتصادية الهشة وعدم الاستقرار الاجتماعي في دول مثل غامبيا والسنغال ونيجيريا. واعتمدت هذه الشبكات، وفق المعطيات الميدانية، على زوارق بدائية وغير مؤهلة للإبحار لمسافات طويلة، ما يرفع احتمالات الأعطال ونفاد الوقود والغرق.
وعكست الحالة الصحية المتدهورة لعدد من الناجين حجم المعاناة الإنسانية المرتبطة بهذه الرحلات، إذ أدى التعرض الطويل لأشعة الشمس ونقص الغذاء والمياه إلى إنهاك شديد، استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً فور وصولهم إلى ميناء نواكشوط. وفي هذا السياق، بدا أن عمليات الإنقاذ لا تقتصر على الجانب الإنساني فحسب، بل ترتبط أيضاً بجهود أمنية تهدف إلى تفكيك شبكات التهريب والحد من استخدام السواحل الموريتانية كنقطة انطلاق غير مباشرة نحو أوروبا.
وأكدت هذه الحادثة أن معالجة ملف الهجرة غير النظامية لا تزال رهينة مقاربة إقليمية شاملة، تجمع بين الرقابة البحرية، والتنسيق الأمني، ومعالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع آلاف الأفارقة إلى المخاطرة بحياتهم في عرض البحر.



