آسياأخبار العالمإفريقيابحوث ودراسات

مواكبة زيارة الدولة التي أداها الرئيس قيس سعيد إلى الصين وحضوره الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري”منتدى التعاون الصيني العربي”

في اطار مواكبة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية للندوة الصحفية حول “زيارة الدولة التي أداها الرئيس قيس سعيد إلى الصين وحضوره الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي”.

عبر سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس السيد “وان لي” خلال ندوة صحفية انعقدت الخميس 6 جوان 2024بمقر سفارة جمهورية الصين الشعبية، عن آماله بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين كل من “الصين وتونس ” مؤكدا على أهمية التعاون الاقتصادي المتبادل.

وأضاف أن قيادتي الدولتين لديهما رغبة قوية في تنويع مختلف مجالات التعاون قائلا أنه “سيتم ترجمة ذلك في عديد المجالات”

سعادة السفير الصيني قدم كذلك أبرز مخرجات الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيد ملخصا اياها في 3 نقاط اساسية، تتمثل:

 الأولى في تعزيز الثقة السياسية بين البلدين،

 والثانية في تعزيز مجال البحث العلمي والتكوين الاكاديمي

 والثالث في بناء علاقات صينية عربية في اتجاه دعم تعددية الاقطاب وبلورة عولمة أكثر عدالة وتسامحا.

وبيّن السفير أن الصين أبدت دعمها لإكتشاف تونس الطريق الصحيح بما يتماشى مع خصوصياتها في اطار العمل على تنمية البلاد وتحقيق ازدهارها.

كما أكّدت القيادة الصينية من جهة اخرى على موافقة تونس على دفع الحكومة العالمية والعمل معا لدعم التعددية الحقيقية العادلة بين الدول وتعدد الأقطاب كذلك دعمه لوحدة الصين وجهودها في الدفاع عن مصالحها الجوهرية في قضية تايوان.

وطبقا للمشاورات الرسمية فقد أبدت الصين عزمها الجدي على تنفيذ مشاريع في مجالات البنية التحتية “المدينة الصحية بالقيروان”  وإقامة مركز للبحوث الطبية حول مرض السرطان بقابس وأيضا مشاريع تهم الطاقة والتنمية الخضراء والفلاحة.

كما بين ان الصين تطمح الى بناء منتدى التعاون الصيني العربي والإفريقي بمستوى عال، معلنا ان الصين ستنظم في سبتمبر ندوة جديدة للقمة الإفريقية الصينية وقد قدمت قيادتها دعوة رسمية الى تونس.

كما أشار الى توقيع 7 اتفاقيات شملت الجوانب الاقتصادية والفنية وكذلك إعلامية.

وقال إن القيادة الصينية أكدت على مواصلة دفع زيادة عضوية رابطة المصارف الصينية العربية، وتسريع وتيرة تنفيذ مشاريع التعاون في إطار “القروض الخاصة لدفع العملية الصناعية في الشرق الأوسط” و”القروض الخاصة لدفع التعاون المالي بين الصين والدول العربية”، كما ترحب بالدول العربية لإصدار “سندات الباندا” في الصين.

و”سندات الباندا” هي سندات مقوّمة باليوان الصيني لكنها صادرة عن مقترضين أجانب تخصص لتمويل مشاريع تنموية وهي مدعومة بضمانة إئتمانية مقدمة من بنوك تنموية عالمية وهي البنك الآسيوي للإستثمار في البنية التحتية والبنك الإفريقي للتنمية .

وأكد سعادة السفير “وان لي” على أن الجانب الصيني سيعمل بنشاط على تنفيذ مشاريع التعاون الإنمائي التي تبلغ قيمتها 3 مليارات يوان بعملة الرنميني أي ما يعادل 900 مليون دولار كما يحرص على تسريع وتيرة المفاوضات مع الجانب العربي حول اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية وذلك استنادا لما صرح به فخامة الرئيس الصيني مؤخرا.

وأضاف ان تونس تواجه صعوبات إقتصادية بسبب عوامل داخلية وخارجية وتحتاج إلى مراجعة وتحسين الإجراءات لجذب الإستثمارات الأجنبية مستشهدا بوضعية شركة صينية رغبت في الإستثمار في مجال الطاقة الشمسية في تونس لكن القانون المؤطر لم يحدد إجراءات ضبط سعر الكهرباء مما جعل هذه الشركة تغادر البلاد.

زيارة سعيد الى بيكين أكدت الإرادة القوية لبناء عالم جديد ينهي مع الهيمنة ويكرس للعدل والمساوات والإرث الإنساني المشترك.

وفي ردّه عن سؤال ما إذا كانت الصين ترغب في أخذ مكان الشريك التقليدي لتونس أي الإتحاد الأوروبي من أجل ضمان نطاق أوسع في الأسواق الأفريقية، أجاب سعادة السفير بأن مصلحة تونس تقتضي تنوع الأصدقاء ولا يسعى الجانب الصيني إلى تبديل طرف ما في تونس أو في أي دولة عربية أخرى، معتبرا أن إرساء شراكة استراتيجية بين تونس والصين هدفها تمتين العلاقات وليس ملأ الفراغ .

كما قال “هذا التعاون هو في مصلحة الجانبين وليس لمواجهة طرف ثالث ولا يتأثر بطرف ثالث كما أن شعوب الشرق الأوسط ليست فناء منزل لأي طرف كان”، مؤكدا في الخصوص حرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع الدول النامية على أساس المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

تلاقح الحضارات ركيزة لتطلعات الصين الشعبية حيث عبر السفير “نتطلع إلى تعريف الشعب الصيني بتونس وتعزيز التبادلات الثقافية بين الشعبين”

هذا ويسعى الديوان الوطني التونسي للسياحة بالصين أثناء مشاركته في معرض شانغهاي للتبادل السياحي الدولي، الى التعريف بالوجهة الصينية التونسية على إعتبار وأن  السوق الصينية السياحية مهمة للغاية، وتتمنى تونس أن تستغل هذه الفرصة لتعريف الشعب الصيني بحضاراتها المتنوعة من خلال مختلف الوسائل والمنصات، لجذب أعداد متزايدة من السائحين الصينيين إلى تونس.

وأعرب عن تمنياته الطيبة في كتابة تاريخ جديد على المستوى الحكومي والشعبي بين تونس والصين بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

سعادة السفير الصيني لدى الجمهورية التونسية قال “إنه لا ينبغي استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، ولا يجب تأرجح الالتزام بحل الدولتين حسب الأهواء.”

مشيرا الى أن الرئيس الصيني “شي”  أكد وأن الشرق الأوسط أرض تزخر بآفاق واسعة للتنمية، غير أن نيران الحرب لا تزال تستعر فيها. فمنذ أكتوبر المنصرم، شهد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تصعيدا حادا، الأمر الذي ألقى بالناس في أتون هائل من المعاناة.

وأضاف شي أن الصين تدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتدعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر.

وأشار” شي” إلى أن الصين ستواصل تقديم يد العون للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ودعم إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب، ودعم عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة.

أما بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية  فقد أوضح سعادة السفير”وان لي” موقف الصين بشأن الأزمة الأوكرانية هو تعزيز محادثات السلام.

مؤكدا ان الخارجية الصينية أبدت الموقف الثابت بشأن الأزمة الأوكرانية، وبتعزيز المحادثات من أجل السلام، وعلى الرغم من أن الظروف لمحادثات السلام لم تتحقق بعد، ستواصل الصين جهودها الرامية لإرساء السلام، مشيرا الى أن العالم بات يعلم جيدا “التخصصيات المنافقة للغرب في وأد مصالح الشعوب الضحية”.

في ختام مخرجات الندوة الصحافية، شدّد السفير الصيني “وان لي” على أهمية مراكز البحث والدراسات إذ بات من الواضح أنها بلغت دورا رياديا في الوصول بالعلاقات التونسية الصينية الى مكانة محمودة مبرزا التوصيات الخاصة التي وضعها رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد ودور الفكر والثقافة والتربية وأن البلاد التونسية هي ثاني دولة عربية تعلم اللغة الصينية في الجامعات حيث دخلت نظام التربية وهو مكسب جديد مع الحفاظ على خصوصية كل شعب.

كما أشار الى أن هناك مشاريع بالجملة مازالت تنتظر دورها لدخولها حيز النفاذ  ومنه بناء “مشروع الموانئ في المياه العميقة ” ومتحف “السينما الصينية بتونس” ومشاريع تنقيب عن الأثار حيث للصين تجارب وخبرات كثيرة في هذا الميدان وتعاون تلفزي اذاعي “بث برنامج إذاعي “الحب للجبل والبحر”.

هذا وعبر سعادة السفير “وان لي” أن تونس قد حظيت حقا بمكانة مرموقة وحافلة قيادة وشعبا لدى جمهورية الصين الشعبية، وبالمنتدى العربي الصيني وأن أبواب هذا البلد العظيم سيظل مفتوحا دائما وابدا لكل أواصر التعاون والود تجاه هذا البلد العربي الإفريقي “تونس”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق