مواقف سعيّد الجريئة تثير عواء الإخوان في تونس وليبيا
تونس-تونس-24-6-2020
قال الرئيس التونسي قيس سعيد في حوار مع قناة (فرانس24)، إن هناك فعلا مَن تآمر على تونس في الفترة الأخيرة للإنقلاب على الشرعية،لافتا إلى أن هناك مؤشرات كثيرة حول تدخلات خارجية من قبل قوى تحاول إعادة تونس إلى الوراء وإدخالها في مربع خطير من الصراعات الإقليمية.
وأفاد سعيد، بأن أطراف داخلية سعت إلى التواطؤ مع قوى خارجية لتحقيق أهداف تمس من تونس وأمنها القومي ، متابعا أن لديه معلومات كثير أخفاها حتى عن المقرّبين منه بنيّة عدم إثارة البلبلة والفوضى في البلاد، قائلا ” لدي من المعلومات الكثير وأخفيتها حتى عن المقربين لأنني لا أرغب في تأزيم الأوضاع، ولكني أعلم الكثير مما يعتقدون أنني لا أعلمه”.
وتطرق الرئيس التونسي، إلى ما يروّج حول قيادة رئيس البرلمان راشد الغنوشي للسياسية الخارجية للبلاد، قائلا إن الدولة واحدة والسياسة الخارجية من اختصاص رئيس الجمهورية.
ومن ناحية أخرى، شدد قيس سعيد على أنه لا يمكن لأي طرف أي يتدخل في الشؤون الخارجية للبلاد مهما كان ، مؤكدا أن تداخل السياسات غير مقبول على الإطلاق، مؤكدا أن” الدولة واحدة والرئيس واحد، ولا لتعدّدِ مراكز القوى”.
وجدّد الرئيس التونسي، تأكيد رفضه لوجود أي قاعدة عسكرية أجنبية في تونس، لافتا إلى أن “القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) لم تطلب ذلك.
وأضاف : “لم يتجرأ أحد على أن يطلب إنشاء قواعد عسكرية أجنبية (في تونس) على خلفية النزاع الليبي”.
كما جدّد سعيد رفضه تقسيم ليبيا، معتبراً أن ذلك يشكل خطراً على تونس والجزائر،مشيرا إلى أنه يتسق باستمرار مع الجانب الجزائري بهدف توحيد المواقف على نحو يفضي إلى تشكيل موقف مغاربي موحد بشأن ليبيا”.
الملاحظ أن الرئيس سعيّد بدأ يسمي الأشياء بأسمائها،ويجهر بمواقفه باعتباره الضامن للمصلحة العليا للبلاد، وهي المواقف التي لم ترُق بالطبع لجماعة “الإخوان”سواء في تونس أوفي ليبيا حيث تعالت أصواتهم المبحوحة لتلوك نفس الإسطوانة التي اعتادوا على ترديدها كلما كُشف أمرهم أو ووُوجهوا بالحقيقة..وشنّ ما يسمى بـ”حزب العدالة والبناء” الإخواني في ليبيا، هجوما حادا على سعيد ،متهما إياه بالجهل بالأزمة السياسية في ليبيا(سببها الميليشيات المسلحة والتسلط الإخواني) وذلك ردا على انتقادات وجهها سعيّد إلى حكومة الوفاق، قال فيها إن”شرعيتها مؤقتة”.
الرئيس سعيّد لم يجانب الحقيقة مطلقا حين أكد أن “شرعية الوفاق” مؤقتة ويجب العمل على استبدالها على ضوء التطورات الحاصلة منذ 2015..وما لم يذكره سعيّد تصريحا ذكره تلميحا،حيث إن صلاحية “الوفاق” انتهت حسب اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر 2017،والأخطر من ذلك أن حكومة”السراج” لم تحصل إلى غاية اليوم على موافقة البرلمان الليبي المنتخب شرعيا،وأن استمرار تلك الحكومة جاء فقط بفعل دعم بالميليشيات المسلحة.
إلى جانب ذلك فإن المجلس الرئاسي لحكومة السراج قد انفض عنه عدد من أعضائه،وأصبح السراج يتخذ القرارات بمفرده بأمر من “الإخوان”والميليشيات بدون الرجوع إلى من تبقى من أعضاء المجلس..
وفي هذا المقام تحديدا، اعتبر المغرب أن اتفاق الصخيرات تجاوزته الأحداث، في تغير لافت واضح لموقف المغرب لأول مرة.
وشنت ميليشيات “الإخوان”من خلال مجموعة من التدوينات على صفحاتها الرسمية على فايسبوك،أمس الثلاثاء انتقادات واسعة ضد السلطات التونسية وضد الرئيس سعيد، وصلت إلى حد مطالبة السراج باستدعاء السفير التونسي في ليبيا وارسال رسالة احتجاج للحكومة التونسية وغلق الحدود وسحب الإستثمارات الليبية من تونس.
إلى جانب ذلك نشر رئيس ما يسمى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا،الإخواني خالد المشري انتقادات مبطنة لسعيد وذلك عبر الترحم على الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وتشير هذه التدوينات إلى حجم العزلة التي تعانيها ميليشيات حكومة “الوفاق” نتيجة الرفض الدولي المتصاعد سواء من دول الجامعة العربية أو من قوى دولية على غرار فرنسا..
يشار إلى أن الغنوشي قد وجّه تهنئة للسراج بعد سيطرة القوات التركية على قاعدة “الوطية” الجوية الشهر الماضي ما أثار جدلا واسعا في تونس وهو ما دفع رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، إلى عرض لائحة تدين التدخلات الأجنبية والتركية في ليبيا وعزل الغنوشي.