مهزلة أوروبا.. حكام ضعفاء دمى في يد أمريكا
بروكسل-بلجيكا-10-02-2023
قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمام البرلمان الأوروبي إن قوات بلاده التي تقاتل الجيش الروسي “تدافع عنكم”.
ويزور زيلينسكي بروكسل في إطار جولة قادته إلى عواصم أوروبية ويشارك في قمة أوروبية يسعى من خلالها إلى دفع القادة الأوروبيين إلى تزويد بلاده طائرات وأسلحة بعيدة المدى.
لقد استغلت الولايات المتحدة ضعف القادة الأوروبيين الحاليين وتبعيتهم ودفعت بهم كالقطيع لتمرير أجندتها الجيو-استراتيجية لإضعاف روسيا والصين، وحتى إرهاق أوروبا وإضعافها، في محاولة بقاء هيمنة القطب الواحد، ويبدو أن حكام الغرب الحاليين أصبحت أمريكا تسيّرهم بـ”الريموت كونترول” من البيت الأبيض!
ويقول الكاتب المصري حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية: كان على الرئيس الأوكراني زيلنسكي، عندما وصل إلى السلطة عام 2019، أن يدرك أن النظام الدولي قد تغير، وأن التاريخ بدأ يسطّر صفحة جديدة من صفحات مكره الذي يستحيل التنبؤ به!. فروسيا الحالية، المستعدّة لتحدي الغرب ولوقف تمدّد “الناتو” شرقا، ليست هي الاتحاد السوفييتي في التسعينيات، والولايات المتحدة المهزومة في أفغانستان، والمنسحبة منها قبل أشهر قليلة من اندلاع الأزمة الأوكرانية الراهنة، ليست هي الولايات المتحدة التي كانت تتفاخر بقدرتها على خوض حربين متزامنتين على جبهتين مختلفتين في بداية القرن.. لو كان زيلنسكي قد أدرك هذه الحقيقة، لتبنّى سياسة أكثر حكمةً تهدف إلى تهدئة هواجس روسيا الأمنية، ترتكز على حياد أوكرانيا وإعلان قبولها الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا، والاكتفاء بطلب قبولها عضوا في الاتحاد الأوروبي بدلا من حلف الناتو، بل وربما كان من مصلحته ومصلحة بلاده السعي إلى أن تكون أوكرانيا جسرا للتواصل بين روسيا والغرب، عبر صيغة أمن مشترك يقبلها الطرفان، وليس ساحة للصراع بينهما. لكن ما فعله الرجل كان عكس ذلك تماما، فحتى بعد أن كشّرت روسيا عن أنيابها، وبدأت تحشد قواتها العسكرية على حدودها مع أوكرانيا، واصل إصراره على طلب انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وقبل أن يتحوّل إلى دمية في يد الغرب، حتى لو كان الثمن تعريض بلاده للغزو العسكري، وهو ما جرى فعلا، فعلى أي شيء راهن زيلينسكي؟
من الصعب التكهن منذ الآن بما ستؤول إليه الأزمة الأوكرانية التي بات مؤكّدا أنها ليست أزمة بين روسيا وأوكرانيا، وإنما أزمة عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، طرفاها روسيا المدعومة صينيا وإيرانيا، من ناحية، والولايات المتحدة المدعومة أوروبيا وغربيا، من ناحية أخرى.
عندما تصمت المدافع، سيكون ميزان القوى الدولي قد تحرّك إلى نقطة توازن تختلف كثيرا عن التي هو عليها الآن. لذا، يرجح الدكتور نافعة أن تسفر الأزمة عن ولادة نظام متعدّد القطبية، بدلا من النظام الحالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة منفردة أو بالتحالف مع القوى الغربية. لكن قبل ذلك ستكون أوكرانيا قد تحوّلت إلى ركام، وتحت قيادة جديدة غير قيادة الكوميدي زيلينسكي.