من هي المرشّحة التي قد تخلف زعيم كوريا الشمالية؟
كوريا الشمالية-30-4-2020-المصدر- الإندبندنت وترجمة عوض خيري
راجت مزاعم وشائعات عدة هذا الشهر عن اعتلال صحة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، إثر عدم ظهوره في العلن لحضور مراسم وطنية مهمة، وسواء صحت تلك المزاعم أم لا، فلابد أن يكون هناك خليفة للزعيم تحسباً لأي طارئ، حتى لا يكون هناك فراغ سياسي. وتشير جميع التكهنات الى ان الخليفة المحتمل هو أخته، كيم يو جونغ، فمن هي هذه المرأة القوية؟
التقارب الشديد بين كيم جونغ أون وأخته، كيم يو جونغ، يشير الى قوة شخصية هذه المرأة وقدرتها على دعم أخيها، وحتى خلافته، شواهد كثيرة تظهر قربها اللصيق منه، فعندما أشعل الزعيم سيجارة أثناء زيارة له الى الصين، سارعت كيم يو جونغ ووضعت أمامه منفضة سجائر كريستالية كانت تحملها معها. وبينما كان على وشك التوقيع على اتفاقية مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في قمتهما بسنغافورة، والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، قدمت له بسرعة قلمه الخاص بدلاً من القلم الذي قدّمه له المسؤولون.
تشير هذه اللمحات الى الجهود التي تبذلها قيادة هذه الدولة الكتومة للغاية لحماية نفسها من جميع أنواع التهديدات المتصورة، وكذلك الدور الذي تلعبه كيم يو جونغ البالغة من العمر 32 عاماً لحماية السلالة، وهو الدور الذي يشبه عادة ما يلعبه ولي العهد.
ويحظى الدور الذي تلعبه كيم يو جونغ الآن باهتمام دولي بالغ، بعد المزاعم التي راجت حول أخيها الزعيم البالغ من العمر 36 عاماً. ويبدو انها هي الخليفة الوحيد والمناسب له. فقد كان المحللون ينظرون إلى الأخ الأكبر غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، واسمه كيم جونغ نام، على أنه خليفة والدهم الزعيم الراحل، لكنه سقط من الحسبان في عام 2001 عندما تم القبض عليه وهو يحاول دخول اليابان بجواز سفر مزور. ويبدو أنه كان يريد زيارة طوكيو ديزني لاند. وقُتل في ماليزيا في عام 2017، على أيدي عملاء كوريين شماليين. وزُعم في ما بعد أنه كان عميلاً لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه). كما ان عم الزعيم الكوري الشمالي، جانغ سونغ تيك، وهو شخصية قوية في المؤسسة، وأيضاً يمثل خليفة محتملاً لابن أخيه، تم إعدامه بتهمة الخيانة في عام 2013، بعد وقت قصير من وصول الزعيم إلى السلطة. ويقال إن هناك شقيقاً آخر للزعيم، وهو كيم جونغ تشول، عازف غيتار، لكن ليس لديه أي اهتمام بالسياسة.
عودة مهمة
تمت إعادة كيم يو جونغ، اخيراً، إلى المكتب السياسي. وكانت هذه العودة مهمة لها بعد أن أفل نجمها مؤقتاً بسبب عدم رضا كيم جونغ أون عما اكتسبته البلاد من مؤتمرات القمة مع ترامب. ويقال إنها سعت لإقناعه بالسعي إلى تحقيق الوفاق بعد أن أمضى الزعيمان شهوراً في إلقاء الشتائم على بعضهما بعضاً، ورافقته إلى الاجتماعات في سنغافورة وهانوي.
كما تمت إعادة تأكيدها في منصبها كنائب أول لمدير إدارة الدعاية. الشهر الماضي، قامت بجولات معلنة بشكل جيد في الحياة العامة، وأشادت بترامب لإرساله رسالة إلى شقيقها يتعهد فيها بالحفاظ على العلاقات الثنائية، وتقديم أي مساعدة مطلوبة بشأن فيروس كورونا. كما هاجمت كوريا الجنوبية ووصفتها بأنها «تنبح مثل كلب خائف»، بعد أن اشتكت سيؤول من استئناف الشمال اختبارات الصواريخ.
في ديسمبر الماضي، أصدرت كيم يو جونغ أول أمر عسكري أرسلته إلى وحدات الجيش النسائية. وتظهر الصور الزعيم وأخته وهما يتفقدان المؤسسات والمصانع معاً، ويركبان الخيول البيضاء في جبل بايكتو، موقع ميلاد الأمة المقدس والأسطوري. ولا يعتبرها شقيقها خصماً له. بل في الواقع، يقال إنه يستمع إلى آرائها. ويبدو انه يعمل على إعدادها لتحل محله إذا أصبح عاجزاً لفترة طويلة، أو إذا كان مريضاً حقاً وعلى حافة الموت.
كيم يو جونغ هي أصغر طفل للزعيم الراحل، كيم جونغ إيل، قبل أن يصبح زعيماً، من عشيقته كو يونغ هوي، الراقصة التقليدية التي ولدت لعائلة كورية في اليابان، والتي عادت إلى كوريا الشمالية عندما بلغ عمرها 10 سنوات. كان طفلاهما الآخران هما كيم جونغ تشول، وكيم جونغ أون. كان للقائد أيضاً ابن آخر، كيم جونغ نام، وبنت، هي كيم سول سونغ، من امرأتين أخريين.
عزلة نسبية
نشأت كيم يو جونغ وإخوتها المباشرون في عزلة نسبية بناء على تعليمات والدهم، الذي لم يرغب في أن يكونوا تحت تأثير جدهم. بدأوا تعليمهم في مدرسة ابتدائية خاصة في سويسرا. وبعد عودتها إلى كوريا الشمالية، ذهبت إلى جامعة كيم إيل سونغ العسكرية ثم جامعة كيم إيل سونغ، حيث عقدت صداقة مع كيم إيون جيونج، ابنة ميجومي يوكوتا، وهي امرأة يابانية تم اختطافها ونقلها إلى كوريا الشمالية في عام 1977 عن عمر 13 عاماً. واعترف نظام بيونغ يانغ لاحقاً بالاختطاف، لكنه زعم أن يوكوتا توفيت في الأسر. ولاتزال القضية مصدراً للنزاع بين البلدين.
بدأ التنافس على السلطة بين بعض أبناء كيم جونغ إيل بعد وفاته، ودعمت كيم يو جونغ شقيقها لتولي القيادة.
حضرت جنازة كيم جونغ إيل الرسمية في عام 2011 إلى جانب شقيقها وكبار المسؤولين. ومع تعزيز القائد الجديد لسلطته، أصبحت أحد أقرب مساعديه تدير أحداثه العامة، ومساراته، واحتياجاته اللوجستية من بين مهام أخرى.