أخبار العالمأمريكابحوث ودراسات
من هو جون لي راتكليف الذي كلّفه ترامب لإدارة وكالات المخابرات الأمريكية؟
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 29-01-2025
جون لي راتكليف: حصان ترامب لـ”كبح جماح” وكالات المخابرات الأمريكية
بدأت بوادر النزاعات الداخلية الأمريكية، من خلال تعيين المحامي جون لي راتكليف، رئيساً لوكالة المخابرات المركزية CIA، وهو الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لـ”يكبح جماح” وكالات المخابرات الأمريكية. وقد هاجم تعيين راتكليف العديد من السياسيين ومسؤولي المخابرات السابقين، بحيث وصفوه بأنه غير مؤهل وبأنه سيشكّل النظام بما يناسبه الرئيس ترامب.
فمن هو راتكليف وما هي مسيرته المهنية؟
- ولد في 20 أكتوبر 1965 في ماونت بروسبيكت، إلينوي. وقد نشأ هناك، حيث أظهر اهتمامًا كبيرًا بالأكاديميين والقيادة.
- تخرج من مدرسة كاربونديل الثانوية المجتمعية وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب في الحكومة والدراسات الدولية من جامعة نوتردام سنة 1987. بعد ذلك، حصل على درجة دكتوراه في القانون من كلية ديدمان للقانون بجامعة ساوثرن ميثوديست، وتخرج منها سنة 1989.
- بدأ حياته المهنية في المجال القانوني، حيث عمل محاميًا خاصًا قبل الانتقال إلى الخدمة العامة.
- في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شغل منصب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الشرقية من تكساس أثناء إدارة جورج دبليو بوش. وبهذه الصفة، اكتسب شهرة لملاحقة القضايا المتعلقة بالإرهاب وانتهاكات الهجرة والفساد العام.
- كانت سنة 2014، بداية التحاق راتكليف بالمجال السياسي من خلال الترشح لمجلس النواب الأمريكي في الدائرة الرابعة في تكساس. وبصفته جمهورياً، تحدى وهزم رالف هول الذي شغل المنصب لفترة طويلة في جولة الإعادة التمهيدية.
- من سنة 2015 إلى سنة 2020، مثل راتكليف الدائرة الكونغرسية الرابعة لولاية تكساس في مجلس النواب. وخلال فترة وجوده في الكونغرس، عمل في العديد من اللجان، مثل لجنة القضاء بمجلس النواب ولجنة الاستخبارات بمجلس النواب، حيث لعب دورًا محوريًا في الأمن القومي والإشراف على الاستخبارات.
- اكتسب راتكليف اهتمامًا وطنيًا لمشاركته في جلسات استماع رفيعة المستوى، خاصةً تلك المتعلقة بتحقيق عزل الرئيس ترامب. وقد أكسبه استجوابه الحاد ودفاعه عن الإدارة إشادة من المحافظين وانتقادات من المعارضين. وجعلته سمعته كحليف قوي للرئيس ترامب شخصية رئيسية في الحزب الجمهوري.
- في سنة 2020، رشحه ترامب لشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية، وهو الدور الذي يشرف على مجتمع الاستخبارات الأمريكي ويقدم المشورة للرئيس بشأن مسائل الاستخبارات. على الرغم من سحب ترشيحه الأولي في سنة 2019 وسط مخاوف من الحزبين بشأن مؤهلاته. وبعد تأكيد مجلس الشيوخ، أدى راتكليف اليمين الدستورية كمدير للاستخبارات الوطنية في 26 مايو 2020.
- وبصفته مديرًا للاستخبارات الوطنية، تميزت فترة ولايته بجهوده لتبسيط عمليات الاستخبارات وضمان الشفافية في نشر المعلومات للجمهور. وكان يؤكّد دائماً على التهديدات من الصين وروسيا والجمهورية الإسلامية في إيران، وغالبًا ما وضع تقييماته في سياق أوسع من المنافسة الجيوسياسية. لكن جلّ تركيزه كان على الصين باعتبارها التهديد الأمني القومي الأبرز للولايات المتحدة الأمريكية. وغالبًا ما سلط الضوء على مزاعم قيام السلطات الصينية، بتقويض المصالح الأمريكية من خلال التجسس والهجمات الإلكترونية وعمليات التأثير.
- ففي ديسمبر 2020، قال إن الصين “تعتزم الهيمنة على الولايات المتحدة وبقية الكوكب اقتصاديًا وعسكريًا وتكنولوجيًا” واصفاً إياها بأنها “أعظم تهديد لأمريكا اليوم، وأعظم تهديد للديمقراطية والحرية في جميع أنحاء العالم منذ الحرب العالمية الثانية”.
- بعد ترك منصبه في 20 يناير 2021، مع تنصيب الرئيس جو بايدن، عاد راتكليف إلى حياته الخاصة، وظل نشطًا في المجال السياسي المحافظ، حيث قدم تعليقات على قضايا الأمن القومي.
- في 23 يناير 2025، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينه رئيسا لوكالة المخابرات المركزية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، وصوت لصالحه 74 عضوا مقابل 25 ضده. وقد أدى اليمين في نفس اليوم أمام نائب الرئيس جيه دي فانس.
- في أول الإجراءات التي قام بها كرئيس لوكالة الاستخبارات المركزية (بعد يومين فقط من قبول تعيينه)، وبعد سنوات من عدم بت وكالة المخابرات فيها مسألة مصدر فيروس كورونا، قرر راتكليف نشر التقييم الذي يستند إلى تحليل متجدد للبيانات الموجودة، والذي قدر بأن المصدر هو تسرب حصل في معهد الفيروسات في ووهان. مع العلم بأن التقييم الجديد لوكالة المخابرات الأمريكية يُعرف بأنه يتمتع “بمستوى ثقة منخفض”، أي أن المعلومات الاستخباراتية التي يستند إليها لا تزال غير حاسمة (وهذا يعطي فكرة واضحة بأن راتكليف سيُسيّس عمله كثيراً خدمة ً لأجندة رئيسه ترامب).
أولويات راتكليف
وبحسب تقديرات الخبراء، فإن راتكليف سيكون مهتماً بالأولويات التالية:
- تعزيز عمليات التجسس ومكافحة التجسس ضد الجهات الأجنبية الفاعلة والمعادية مثل الصين وروسيا وإيران.
- تعزيز التركيز على الصين، من خلال مضاعفة الجهود لمراقبة وتعطيل حملات النفوذ العالمية للحزب الشيوعي الصيني، وأنشطة التجسس، والجهود الرامية إلى الهيمنة على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية. كما يمكنه تخصيص المزيد من الموارد لزيادة الاستخبارات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعزيز التحالفات مع الدول التي تواجه طموحات الصين الإقليمية.
- تعزيز العلاقات مع حلفاء وأتباع أمريكا، من خلال تعزيز اتفاقيات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء مثل إسرائيل وأعضاء تحالف العيون الخمس أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
التحديات التي ستعترض راتكليف
أما التحديات التي سيواجهها فهي:
- الموازنة بين الشفافية والسرية.
- معالجة مخاوف تسييسه لعمله.
- التنافس على زيادة الميزانيات التمويلية.