أخبار العالم

من السحابة إلى وكلاء الذكاء الاصطناعي… كيف يتغير مشهد الأمن السيبراني في الشرق الأوسط؟

دخلت دول الخليج مرحلة جديدة من التحوّل الرقمي مع بروز مفهوم «مساحة العمل الوكيلة» (Agentic AI Workspace)، حيث يعمل البشر جنباً إلى جنب مع وكلاء الذكاء الاصطناعي لتنفيذ المهام، في وقت تتزايد فيه التهديدات السيبرانية على القطاعات الحيوية. فقد شكّلت قمة Proofpoint Protect 2025 التي عُقدت في ناشفيل الأميركية نافذة على مستقبل الأمن السيبراني، حيث كشفت شركة «بروف بوينت» عن حلول متقدمة تستهدف حماية هذه البيئات الجديدة.

شهدت المنطقة الخليجية، وعلى رأسها السعودية، تسارعاً ملحوظاً في رقمنة الخدمات وبناء مراكز البيانات السيادية، بما ينسجم مع «رؤية 2030» التي تضع الذكاء الاصطناعي في قلب استراتيجيتها التنموية. وأظهر تقرير IBM X-Force أن الشرق الأوسط حلّ رابعاً عالمياً في حجم الهجمات السيبرانية عام 2024، حيث استحوذت قطاعات المالية والتأمين على 61% من هذه الهجمات، تلتها الطاقة بنسبة 17%، وهي القطاعات نفسها التي تقود اعتماد بيئات عمل مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

طرحت «بروف بوينت» منظومة دفاع متكاملة ترتكز على أربع دعائم: حماية البريد من أوامر الذكاء الاصطناعي الخبيثة، حوكمة البيانات الحساسة عبر السحابة والأجهزة، إدارة وصول الوكلاء الذكيين عبر بوابة Secure Agent Gateway، وأتمتة مهام الأمن عبر وكلاء «Satori». واعتبر الرئيس التنفيذي للشركة، سوميت دواهان، أن «هذا التحول لا يمثل موضة عابرة بل خطوة جوهرية تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة».

وفي السعودية، تتعزز هذه الرؤية عبر استثمارات ضخمة في النماذج اللغوية الضخمة مثل مشروع «علّام»، وبناء المواهب الوطنية في الذكاء الاصطناعي، ما جعل المملكة ضمن أفضل 20 دولة عالمياً في هذا المجال. كما أعلنت «بروف بوينت» عن مركز بيانات محلي يتوافق مع لوائح الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ليؤكد التزامها بمواكبة التحول الرقمي السريع في المملكة.

ويبدو أن الخليج يسير نحو مرحلة شبيهة بتجربة دخول السحابة قبل عقد من الزمن، لكن مع رهانات أكبر، حيث تصبح الثقة والقدرة على حماية «الوكلاء» الذكيين خط الدفاع الأول ضد جيل جديد من الهجمات المتقدمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق