منشقون يشترطون حل مؤسسات “الإنتقال”السودانية قبل العودة إلى التفاوض
الخرطوم-السودان-14-10-2021
وضعت المجموعة المنشقة عن التحالف الحاكم في السودان (قوى إعلان الحرية والتغيير)، شروطاً مشددة للعودة إلى التحالف، تتمثل في حل كل مؤسسات الإنتقال السياسي في البلاد قبل الجلوس لأي تفاوض، وهو ما أدى إلى إفشال جهود رئيس الوزراء لتوحيد المجموعتين واستعادة العلاقة بين شركاء الانتقال العسكريين والمدنيين.
وقال مصدر قريب من “الحرية والتغيير” التي تمثل المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية:إن رئيس الوزراء اجتمع مع المجموعة المنشقة، قبل أن يطلب لقاءً رسمياً مع تحالف الحرية والتغيير، لكن المجموعة رفضت.
وأوضح أن المجموعة التي أطلقت على نفسها “الحرية والتغيير- منصة التأسيس”، اشترطت على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إبلاغ التحالف الحاكم بعدم رغبتها في أي حوار، قبل حل مجلس السيادة ومجلس الوزراء، وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وحل مؤسسات الحرية والتغيير، وحل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.
ووصف المصدر مطالب المنشقين بأنها تعجيزية تتناغم مع رغبة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقال: “كنا نرغب في كشف ألاعيبهم أمام رئيس الوزراء، لكنهم رفضوا الاجتماع المشترك”، وتابع قائلا: “هم لا يمثلون (الحرية والتغيير)، بل ينفذون أجندة العسكريين في مجلس السيادة الانتقالي”.
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قد اقترح في مبادرته “الطريق إلى الأمام” توحيد ما أطلق عليها “قوى الثورة”، باستثناء حزب المؤتمر الوطني الذي كان يمثل الواجهة السياسية التي حكم من خلالها الإسلاميون، بيد أن محاولاته لم تجد بعدُ أذانا صاغية. وبداية أكتوبر الحالي، أعلنت مجموعة من الحركات المسلحة، وبعض القوى السياسية انشقاقها عن “الحرية والتغيير”، وتكوين تحالف جديد يحمل الاسم ذاته، تحت دعاوي الإقصاء والتهميش الذي يواجهونه داخل التحالف الحاكم، وأطلقوا على أنفسهم اسم “الحرية والتغيير- منصة التأسيس”.
ومنذ اندلاع الأزمة التي تلت إحباط المحاولة الانقلابية، دأب رئيس الوزراء على عقد لقاءات بين مكونات الشراكة الحاكمة، لإعادة توحيدها، وإنهاء حالة الانقسام السياسي التي تشهدها البلاد وتشل قدراتها.
وتتهم قوى تحالف “إعلان الحرية والتغيير” المجموعة المنشقة، بالعمل بتنسيق تام مع المكون العسكري في الشراكة السياسية، وببعض أنصار نظام الإسلاميين وقوى مناوئة للانتقال الديمقراطي وشبكات مصالح تضررت من ذهاب نظام الرئيس عمر البشير، بالتناعم مع تحركات جهوية وقبلية، لا سيما في شرق السودان، لإعداد المسرح لـ”انقلاب عسكري أبيض” موالٍ لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”.