أخبار العالمبحوث ودراسات

“منتدى دافوس الرياض” أي أفق  للإقتصاد العالمي على وقع أحداث دولية كارثية؟

ينتقل مجتمع الاقتصاد العالمي من دافوس السويسرية إلى الرياض في وقت تزعزع فيه الاضطرابات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية المعقدة استقرار العالم المنقسم.

ففي الوقت الذي يعاني فيه العالم من اضطرابات جيوسياسية وتحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك الحرب على قطاع غزة ينعقد في العاصمة السعودية الرياض “منتدى اقتصادي عالمي تحت شعار التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية”.

ومن المتوقع أن تطغى التوترات والأحداث في الشرق الأوسط  على الإهتمام والنقاش في اجتماع خاص للمنتدى الذي ينطلق في الرياض بأكثر من ألف من قادة العالم والحكومات ومجتمع الأعمال من 92 دولة.

ثلاثة محاور رئيسة  ناقشها “منتدى دافوس الرياض” وهي التعاون الدولي والنمو والطاقة: حيث يجتمع قادة الأعمال والإقتصاد العالمي  في اطار السعي نحو إيجاد أرضية مشتركة بين مختلف الأطراف لصنع تأثيرات عالمية من خلال حوارات وجلسات نقاشية تركز على تعزيز التعاون الدولي وتحفيز الجهود المشتركة لإبتكار حلول مستدامة.

مشاركة دولية واسعة بحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه الخليجيين، فيما تطغى تحديات الإنقسامات الدولية والنزاعات الإقليمية على مواضيع الجلسات بالمنتدى، التي تبحث تخفيف “الضغط على الشرق الأوسط” إلى جانب تجديد النمو وتحديات المناخ.

الخارجية السعودية اعتبرت في مستهل المنتدى ان زيارة بلينكن جاءت بهدف الضغط على رئيس الوزراء لإتخاذ خطوات ملموسة طالبه بها الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر لتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة كما سيعقد اجتماعاً أشمل مع نظرائه من خمس دول عربية هي قطر التي تؤدي منذ أشهر دور وساطة في محادثات ترمي إلى وقف العدوان الإسرائيلي في غزة مقابل الإفراج عن رهائن، ومصر والسعودية والإمارات والأردن لإجراء مزيد من النقاش حول صورة الحكم في قطاع غزة بعد الحرب.

في هذا الصدد، قال وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان إن “الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس والنظام السياسي الدولي فشل فشلاً ذريعاً في التعامل مع الأزمة. لكننا في المنطقة لن نركز فقط على حل الأزمة الراهنة بل سننظر في كيفية حل المشكلة الأكبر” معتبرا أن السعودية ملتزمة بحل الدولتين وهو حل لا رجعة فيه، إذ إنه الحل الوحيد والمعقول والموثوق على المدى الطويل. 

الأزمات الإقتصادية والجيوسياسية وأزمة المناخ تتقارب وتتداخل وتخلق مستقبلاً شديد التنوع وغامضا حيث قادت الأوضاع إلى تعميق الإنقسامات وتفتيت المشهد الجيوسياسي ضمن منطقة الشرق الأوسط على غرار غزة والسودان وتعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر والحرب الروسية الأوكرانية.

هذا وحذر البنك الدولي من أن الأزمة الإقتصادية الحالية قد تتسبب في إرتفاع معدلات الفقر في العالم وتفشي الأوبئة والموت بسبب الجوع خصوصا في صفوف الأطفال والنساء بشكل متسارع في غزة والسودان وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي تضم بالفعل حوالى 60 في المئة من الفقر المدقع عالمياً.

وكان مسح سنوي للأخطار نشره المنتدى الاقتصادي العالمي وجد أن الكلفة العالمية لأزمة المعيشة الناجمة عن الحروب يشكلان أكبر خطر مباشر، كما رجح المسح استمرار أزمات إمدادات الطاقة والغذاء الى حدود العام 2030 والذي يضع دول العالم النامي على عتبة الركود العالمي والتضخم المرتفع والديون المتزايدة.

تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، ويعدّ النفط والغاز الطبيعي من أهم مصادر الطاقة ذات الطلب الدولي العالي حيث قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان في كلمته أن” العالم سيحتاج إلى جميع مصادر الطاقة في الفترة المقبلة ولا توجد وصفة جاهزة للتحول إلى الطاقة الخضراء، يجب على الجميع الانصياع لها”.

موضحا أن “المملكة ترغب في الشراكة مع الجميع لكنها تواجه تحديات… السعودية تريد أن تمدّ العالم بجميع أنواع الطاقة سواء كانت هيدروجينية أو نووية فنحن نريد مدّ العالم بالطاقة أيّا كان نوعها”.

بالإشارة الى القلق البالغ تجاه هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتي تعتبرها المملكة غير مقبولة.

منتدى دولي شهد حضورا لكبار زعماء العالم، في ضل أوضاع عالمية كارثية غير مسبوقة.

 تحاول المملكة العربية السعودية فرض الريادة الإقتصادية في محيطها الدولي في مجال الاستثمار والطاقة والمناخ رغم المشهد المعقد في المنطقة.

سياسيا ليس هناك من بوادر فعلية لحل القضية الفلسطينية وآليات تكثيف العمل العربي والإسلامي المشترك للتوصل إلى وقف فوري لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع بالإضافة إلى مواصلة كافة الجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني والإقلاع عن الارتباط الإسرائيلي الوثيق للمطبعين العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق