ممر آمن مقابل رفاة: واشنطن وساطة مؤقتة ورفاة غولدن تُعيد تعقيد وقف النار

قسم الأخبار الدولية 10/11/2025
وعدت الولايات المتحدة حركة «حماس» بتوفير ممر آمن لقرابة 200 مقاتل محاصَرين في رفح مقابل إعادة رفاة الملازم هدار غولدن، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية ومصادر مطلعة على مسار المفاوضات.
أكّدت المصادر أن العرض الأميركي جرى عبر وسطاء وأنَّ الاتفاق تضمن بنوداً مؤقتة تتعلق بمصير المقاتلين ومكان نقلهم، مشيرةً إلى احتمال أن يُنقل هؤلاء إلى مصر لا إلى مناطق داخل قطاع غزة.
أشارت التقارير إلى أن إسرائيل تسلّمت رفاة غولدن التي عُثر عليها في نفق برفح، وأن وساطات عدة بينها أنقرة ومصر لعبت أدواراً في تسهيل إعادة الرفات.
وذكرت مصادر تركية أنها ضغطت على «حماس» لربط عملية التسليم بعناصر إنسانية أُخرى، شملت ضمانات مرور آمن لمدنيين أو مقاتلين، لكنّ الرفاة أُعيدت قبل أن توافق إسرائيل رسمياً على منح ممر آمن للمقاتلين المحاصَرين.
أشارت تقارير أخرى إلى أن «كتائب القسام» رفضت الاستسلام في رفح، ودعت الوسطاء إلى إيجاد حل يضمن بقاء وقف إطلاق النار، فيما قدّم الوسطاء اقتراحات بتسليم الأسلحة وتسليم معلومات عن الأنفاق مقابل مرور آمن إلى مناطق تسيطر عليها مصر أو تحت إشراف مصري.
ورأى محلّلون أن واشنطن استخدمت ملف الرفات كوسيلة ضغط دبلوماسي على إسرائيل من أجل تهدئة ملف الأنفاق وفتح نافذة تفاوضية لاحتواء الجمود الحالي في تنفيذ بنود وقف النار.
أبرزت الحكاية خلفية طويلة من تبادل الرفات والأسرى بين الطرفين، بعد أن قُتل غولدن عام 2014 في مواجهات حول أنفاق، بينما عُثر على رفات جندي إسرائيلي آخر، آرون شاؤول، خلال النزاع الأخير.
وحذّر مسؤولون ومساعِدون من أن أي صفقة لنقل مقاتلين قد تثير اعتراضات داخلية في إسرائيل وتشكّل اختباراً لمدى قدرة الوساطات على ضمان تنفيذ اتفاقات أمنية وشفافية حول مصير الأسلحة والأنفاق.
خَلَصَت المداولات إلى أن القضية بقيت حساسة واستثنائية؛ إذ أظهرت أن ملفات الرفاة والرهائن لا تزال تشكّل ورقة تفاوضية مركزية قادرة على إحداث تحوّلات ميدانية ودبلوماسية سريعة، ما يستلزم رقابة دولية مشددة وضمانات عملية لعدم تعريض وقف النار لخطر الانهيار.



