أخبار العالمأوروبابحوث ودراسات

بالأرقام روسيا والناتو: أي قدرات عسكرية في ضل التهديدات النووية ؟

إعداد فاتن جباري: قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية بإشراف قسم البحوث والدراسات الأمنية والعسكرية 05-04-2024

مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وإمكانية انضمام أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي عاد التساؤل حول مصير الصراع وقدرات الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي مقابل القدرات العسكرية الروسية،  فمنذ أن عزز الناتو قبضته عند أبواب روسيا، عززت موسكو بدورها أمنها العسكري وكشفت عن سلاحها النووي، على المحورين الغربي والشمالي الغربي وبالأساس تعتبر روسيا أسطول بحر البلطيق حائط صد على حدودها الجنوبية.

بعد أن وصلت التوترات إلى نقطة الغليان في شرق أوروبا بعد العملية العسكرية الخاصة الروسية في أكرانيا، تم منح القادة العسكريين لحلف شمال الأطلسي “الناتو” سلطة نشر القوات “حيثما دعت الحاجة” عقب الإجراءات الروسية الأخيرة، وطمأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء الناتو الآخرون حلفاءهم في شرق أوروبا بأنهم لن يكونوا وحدهم إذا واجهوا تهديدات أمنية من روسيا.

يُقدر عدد الرؤوس النووية للدول الثلاث الحليفة في الناتو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بنحو 6065 رأسًا، في حين يُقدر عدد رؤوس الحربة النووية المملوكة لروسيا بنحو 6255 رأسًا لذلك تتفوق روسيا على الناتو.  

ورفعت روسيا التوتر النووي إلى ذروته  بين روسيا ودول الحلفاء في الجناح الشرقي للناتو، حيث نشرت روسيا مؤخرا أسلحة نووية تكتيكية على أراضي حليفتها بيلاروسيا مما دفع هذه الدول إلى المطالبة بنشر أسلحة نووية على أراضيها تحسبًا لأي سيناريو مرعب.  

عند تقييم قدرات الجيوش العالمية، تحتل روسيا المرتبة الثانية بجيش يضم مليون و300 ألف جندي، في حين يتألف الناتو من 27 جيشًا، بما في ذلك الجيش الأمريكي الذي يحتل المرتبة الأولى في تصنيف أقوى الجيوش.

اعتبارًا من عام 2022 كان لدى حلف الناتو ما يقرب من 3.37 ملايين فرد عسكري نشط، مقارنة بـ1.35 مليون فرد عسكري نشط في الجيش الروسي.

وتفوق القدرات العسكرية الجماعية للدول الثلاثين التي يتألف منها الناتو عدد ما تمتلكه روسيا من حيث عدد الطائرات من 20723 إلى 4173 والقوة البحرية مع 2049 سفينة عسكرية  إلى 605.

ومع ذلك فإن المركبات القتالية البرية الروسية أكثر قدرة على المنافسة مع 12420 وحدة، إلى 14682. بلغت الترسانة النووية المجمعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا 6065 رأساً حربياً نووياً، مقارنة بـ6255 في روسيا.

تحتل روسيا المركز الثاني في تصنيف أقوى جيوش العالم بمليون و300 ألف جندي بينما يضم الناتو 27 جيشا من بينها الجيش الأميركي الذي يحتل صدارة تصنيف الجيوش عالميا.

أما بالنسبة للأسطول البري فكفة التوازن ترجح لروسيا، التي تمتلك نحو 22 ألف مدرعة، مقارنة بنحو 16 ألف مدرعة لأكبر 7 جيوش في الحلف

والجيش الروسي الذي ينفق سنوياً على ميزانيته الدفاعية 62 مليار دولار بحسب موقع” قلوبال فورس” ، يمتلك أيضاً أكثر من 4000 طائرة و1500 طائرة مروحية. كما أن روسيا لديها 13 ألف دبابة و27 ألف عربة قتال مدرعة وحوالي 6 آلاف مدفع ذاتي الحركة في المدفعية، بالإضافة إلى 336 صاروخ باليستي عابراً للقارات.

 لكن من ناحية القدرات العسكرية البحرية فالتفوق للناتو، إذ لديه 1145 سفينة حربية بينما في حوزة روسيا 603 سفن حربية فقط.

لدى الناتو حاليا في جناحه الشرقي فقط نحو 40 ألف جندي يمكن حشدهم في وقت قصير، وتجري مناقشة خطط لزيادة عدد قوات الاستجابة السريعة إلى 300 ألف جندي.

عاد الخطر ليلحّ على صانعي القرار في أوروبا وفي الولايات المتحدة، فالجمع بين الحجم الكبير والأسلحة المتقدمة والتكنولوجيا الجديدة سينتج عنه تهديد أشد خطراً مع دخول احتمال استخدام الأسلحة النووية بما يرفع مخاطر هذه الأزمة على الأمن والسلم الدوليين إلى أقصاها. فمنذ أزمة الصواريخ الكوبية مطلع الستينيات من القرن الماضي، لم يشهد العالم تهديداً نووياً حقيقياً، فبات استخدام مفردات الحرب النووية واستخدام السلاح النووي التكتيكي تحديداً، أمرين محتملين في التصريحات السياسية والتقديرات الاستراتيجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق