الشرق الأوسط

ملامح المنطقة بعد انسحاب أمريكا من شمال سوريا؟

زهور المشرقي-تونس

قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة الأمريكية في سوريا رأسا على عقب، وربما في الشرق الأوسط ككل بضربة واحدة، حين قرّر بطريقة فردية سحب قوات بلاده من شمال سوريا وبالتالي السماح للغزو التركي في المنطقة بـ’التوسع والإستيطان’ تحت مسمى “إنشاء منطقة آمنة” .
ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الأمريكية في كل من العراق وسوريا، في عدم السماح لتنظيم “داعش” بالظهور من جديد، لكن يبدو أن هذه الأهداف قد تذهب أدراج الرياح.
ويقول خبراء إن كلا من إيران وروسيا استفادتا من الإنسحاب الأمريكي من شمال سوريا بشكل مزودج، وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي محمد زبيدة في حديث مع موقع ‘استراتيجيا نيوز’ اليوم الجمعة 01 نوفمبر، إن روسيا استفادت بوجودها في إطار الإتفاق الروسي-الأمريكي ويأتي ذلك ضمن سياسة تقاسم النفوذ بين البلدين الذي ظهر بدءً من تقسيم برلين ولم ينته عند سوريا والبلقان وأكرانيا وغيرها،وفق قوله.
وأضاف زبيدة، أن إيران موجودة أيضا في سوريا عندما كانت أمريكا وروسيا موجودتين، متابعا أن الصراع بين واشنطن وبين من تعتبرهم هذه الأخيرة أعداءً موجود على الساحة فقط كورقة ابتزاز للدول العربية ودول الخليج من طرف الغرب ،لافتا إلى أن الدول الغربية لو أرادت فعلا إخراج إيران من المنظومة الإقليمية العربية أو منع توسعها عربيا وتجريدها من السلاح النووي لحدث ذلك في وقت قصير، لكن هذه الدول تتحرك طبقا لمصالحها.
وذكّر المحلل السياسي بالإتفاق”خمسة زائد واحد” واتفاق تخصيب اليوارنيوم ، معتبرا أن كل التهديدات لطهران مجرد فزاعة لتخويف دول المنطقة وابتزازها.
وذكر أن الوجود الإيراني “مسموح به” من قبل أمريكا ، حيث إن واشنطن احتلت العراق ثم سلمتها إلى طهران، وفرضت على علي عبد الله صالح في اليمن الإستقالة ثم سلمت البلاد للحوثيين وإيران. وأردف قائلا: إن “أمريكا تعمل وفق مخطّط ممنهج يستهدف المنطقة ، في حين تمارس إثيوبيا ضغطها على مصر بخصوص سد النهضة.. أما تركيا فغزت شمال سوريا بتعلّة حماية التركمان وإنشاء منطقة أمنة “.
وبخصوص الإستقرار في المنطقة، قال محدثنا إنه لا يراد لها ذلك بل يراد لها الفوضى وعدم التوازن لتنفيذ مشروع التقسيم من جديد ، وإعادة رسم خرائط المنطقة من جديد، وإثارة النعرات الدينية والطائفية،مضيفا أنه “سيتم تشطير المنطقة إلى مجموعات مذهبية: سنة ومالكية وشيعية أو عربية بربرية، أوعربية طوارق أو تبو “.
وختم بالقول إن “المنطقة مقدمة على تغيرات كبيرة وخطيرة،مشيرا إلى أن خطورة الأوضاع المتردية بما يؤشر إلى أن النظام الإقليمي في طريقه إلى التفكك”.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق