مقتل 20 فلسطينياً في دير البلح بسبب انقلاب شاحنة مساعدات وسط تحذيرات إسرائيلية بإخلاء حي الزيتون

قسم الأخبار الدولية 06/08/2025
قُتل ما لا يقل عن 20 فلسطينياً وأُصيب عشرات آخرون بجروح في حادث مأساوي وقع ليل الثلاثاء – الأربعاء، نتيجة انقلاب شاحنة تحمل مساعدات غذائية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية ومكتب الإعلام الحكومي في القطاع.
وقع الحادث خلال تدافع مئات السكان من المناطق المنكوبة في محاولة للحصول على الغذاء، في وقت كانت الشاحنة تسلك طريقاً غير مهيأ وسبق أن تعرض للقصف الإسرائيلي، ما أدى إلى فقدان السائق السيطرة على المركبة وسط الحشود، وانقلابها على المدنيين.
واتّهم المكتب الإعلامي الحكومي الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية غير المباشرة عن الحادث، موضحاً أن الشاحنة أُجبرت على المرور من مسارات غير آمنة فرضها الاحتلال، ضمن ما وصفه بسياسة «هندسة الفوضى والتجويع» ومنع تنظيم عملية توزيع المساعدات بشكل آمن ومنسّق.
ويأتي الحادث المأساوي في ظل تصعيد عسكري جديد، حيث وجّه الجيش الإسرائيلي تحذيراً لسكان حي الزيتون في مدينة غزة بإخلاء منازلهم فوراً، بالتوازي مع إعلانه عن توسيع عملياته العسكرية غرباً. وطالب الجيش السكان بالتوجه نحو منطقة المواصي الساحلية، رغم أنها تعاني أصلاً من الاكتظاظ ونقص الخدمات الأساسية.
وتُضاف هذه المأساة إلى سلسلة من الحوادث المماثلة التي وقعت خلال الأشهر الماضية، وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين أثناء محاولاتهم الوصول إلى قوافل المساعدات. ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة خطر الجوع، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، وتعثر دخول المساعدات عبر المعابر، التي تُفتح بشكل محدود لا يلبي الاحتياجات المتفاقمة.
من جهته، شدّد المفوض العام لوكالة «أونروا» فيليب لازاريني، في تصريح نشره أمس عبر منصة «إكس»، على أن “الجوع بات القاتل الجديد في غزة”، داعياً إلى إيصال المساعدات “بشكل آمن، ودون عوائق، وبكرامة”، والسماح لوكالات الأمم المتحدة وشركائها بالقيام بمهامهم الإنسانية دون قيود.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لضمان تدفّق آمن ومستدام للمساعدات، مطالباً بفتح المعابر بشكل كامل، ومحذّراً من أن استمرار السياسات الحالية ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.