مقتل سبعة جنود كاميرونيين في هجوم بعبوة ناسفة جنوب غربي البلاد وسط تصاعد النزاع المسلح منذ 2017

قسم الأخبار الدولية 08/09/2025
شهدت الكاميرون تصعيداً أمنياً جديداً، حيث أعلنت السلطات الحكومية اليوم (الاثنين) مقتل سبعة جنود من الجيش الكاميروني جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها جماعة مسلحة على جانب الطريق بالقرب من بلدة ماليندي في المنطقة الجنوبية الغربية، التي تعيش اضطرابات مستمرة منذ أكثر من ثمانية أعوام.
ووفقاً لما أوردته وكالة أنباء الكاميرون، وقع الهجوم صباح الجمعة بينما كانت القوات الحكومية تنفذ دوريات مكثفة للبحث عن عبوات ناسفة بدائية الصنع زرعتها جماعات انفصالية مسلحة. وفي وقت لاحق، أعلنت جماعة “محاربو وحدة فاكو”، وهي فصيل انفصالي ناطق بالإنجليزية، مسؤوليتها عن الهجوم في بيان صدر مساء الجمعة، مؤكدة أن مقاتليها استهدفوا دورية عسكرية كانت تمر عبر المنطقة.
ورغم الإعلان، لم يصدر الجيش الكاميروني أي تعليق رسمي على الحادثة حتى الآن، كما لم يرد على طلبات وكالة أسوشييتد برس للتعليق، بينما تواصل القوات الحكومية تمشيط المنطقة لتعقب المهاجمين وتفكيك العبوات الناسفة التي أصبحت إحدى أبرز أسلحة الجماعات الانفصالية في مواجهة الجيش.
ويأتي هذا الهجوم في سياق نزاع مسلح متواصل منذ عام 2017، حين أطلق انفصاليون ناطقون بالإنجليزية تمرداً مسلحاً ضد الحكومة المركزية، مطالبين بتأسيس دولة مستقلة في المناطق الناطقة بالإنجليزية في غرب الكاميرون، والتي تضم مقاطعتي الشمال الغربي والجنوب الغربي.
وترجع جذور الأزمة إلى احتجاجات سلمية نظمها محامون ومعلمون عام 2016 ضد ما وصفوه بـ”تهميش لغوي وسياسي” للأقلية الناطقة بالإنجليزية في بلد تسوده الأغلبية الناطقة بالفرنسية. لكن السلطات واجهت تلك الاحتجاجات بحملة قمع واسعة، ما أدى إلى تحولها إلى نزاع مسلح دموي أوقع آلاف القتلى وأجبر مئات الآلاف على النزوح من مناطقهم، وفق تقارير الأمم المتحدة.
ويرى محللون أن استمرار الهجمات على القوات الحكومية يعكس قدرة الجماعات الانفصالية على التكيف مع الاستراتيجية العسكرية للجيش واستخدام تكتيكات جديدة، من بينها العبوات الناسفة المحلية الصنع التي باتت تشكل تهديداً متزايداً لدوريات الجيش. كما يشير خبراء أمنيون إلى أن تعقيدات الصراع الطائفي واللغوي، إضافة إلى غياب تسوية سياسية، تضع البلاد أمام حالة استنزاف أمني مستمر تهدد استقرار الكاميرون على المدى الطويل.