معاريف: الجيش الإسرائيلي يستعد لغزو قد يأتي من الشرق

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الامنية والعسكرية 01-11-2025
تحذّر قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي والموساد، وفقاً لهذا المقال الذي نشرته صحيفة معاريف لما وصفوه بالتهديد المتصاعد ضد إسرائيل مصدره العراق، والذي من المحتمل أن يكون عبر إطلاق صواريخ ومسيرات بعيدة المدى – بل وحتى لسيناريو مناورة برية. وزعم المقال بأن إيران قد كثّفت دعمها العسكري لفصائل المقاومة العراقية.
لكن، بناءً على ما ذكره هذا المقال الذي تطابق بشكل عام مع العديد من المقالات التي نشرتها العديد من وسائل إعلام إسرائيلية، من حيث المصادر والمعطيات، فإنه يمكن الاستنتاج بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي يحاول شن هجوم إعلامي ضد العراق، خاصةً مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية هناك، لمحاولة التأثير على الناخبين من خلال التحريض على قوى المقاومة.
كما لا يمكن نفي وجود احتمالية قيام الكيان بشن اعتداءات ضد العراق، من أجل تحقيق مصالح سياسية لمعسكر نتنياهو وحلفائه في معسكر اليمين. أو قد لا يعدو الهدف من هذه الحملة الإعلامية إلا محاولة التبرير للداخل الاستيطاني، حجم الانفاق المالي على المشاريع الضخمة التي تجُرى في منطقة غور الأردن.
وفقاً للتقارير الأخيرة، يستعد الجيش الإسرائيلي والموساد لتهديد متصاعد على الجبهة الداخلية مصدره العراق. وبحسب مصادر في قيادة الشمال، يستثمر الإيرانيون موارد كبيرة في الميليشيات الموالية لهم وفي بنى تحتية تُستخدم لأغراض هجومية داخل العراق، بحيث تكون جاهزة لتنفيذ هجمات جوية أو برية ضد إسرائيل عند تلقي الأوامر. وأضافت المصادر أن قائد “قوة القدس” في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، زار العراق مؤخراً والتقى كبار قادة الميليشيات.
الجيش الإسرائيلي يستعد لغزو قد يأتي من الشرق
ووفق التقرير، فإن الأسلوب الأساسي الذي يُتوقَّع أن تستخدمه هذه الميليشيات هو إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة من الأراضي العراقية، بأسلوب مشابه للهجمات التي نُفذت خلال ذروة حرب “سيوف الحديد” ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية. أما الأسلوب الثانوي فيتمثل في مناورة برية تنطلق من العراق نحو سوريا، ومن هناك قد تتجه أيضاً إلى الحدود الإسرائيلية – الأردنية.
الأعمال الجارية على إقامة العائق الأمني على الحدود الأردنية
تتقدّم الأعمال الخاصة بإقامة الحاجز الأمني على الحدود الشرقية إلى مرحلة جديدة: فقد أعلن مساء اليوم وزارة الأمن الإسرائيلية أنها أنهت الدفعة الأولى من المناقصات وستباشر العمل على بناء العائق خلال الأسابيع المقبلة. الحديث يدور عن مقطعين في شمال القطاع الحدودي.
في المرحلة الأولى، ستركّز الأعمال في منطقة الأغوار: من “حمّة جدر” حتى “يردِنة”. ولاحقاً ستنضم شركات إضافية للعمل في منطقة البقعة: من “المعبر الأصفر” حتى مستوطنة “يفيت”. وتشمل الأعمال: تسوية الأراضي وأعمال الصرف الصحي، تأهيل طرق وشوارع، إقامة بنى تحتية للمياه والمجاري، الكهرباء والاتصالات وغيرها.
وتقول وزارة الأمن إن خطة تعزيز الأمن القومي وترسيخ السيطرة الاستراتيجية على الحدود الشرقية تُعد جزءاً محورياً من استراتيجية الوزارة التي يشرف عليها مديرها العام اللواء (احتياط) أمير برعام. الحديث عن منظومة عملياتية متكاملة يقيمها رئيس إدارة الحدود والعوائق في الوزارة، اللواء إران أوفير، وتشمل حاجزاً، منظومات مراقبة وتجميع معلومات واتصالات وغرف قيادة وتحكم، أنظمة استشعار، صواريخ دقيقة، تكامل تكنولوجي وصيانة.
بالتوازي مع الأعمال الجارية، ستواصل وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي التخطيط للمقاطع التالية، وصياغة مفهوم الدفاع عن الحدود والوسائل المطلوبة لذلك.
تُقدَّر كلفة المشروع الإجمالية بنحو 5.5 مليارات شيكل، وتشمل إقامة منظومة متعددة الطبقات تمتد على 425 كيلومتراً، من جنوب هضبة الجولان وحتى “كثبان سمر” شمال إيلات.
وقال مدير عام وزارة الأمن، اللواء (احتياط) أمير برعام:
“عند النظر إلى التهديدات المتشكّلة، علينا أن نعمل بعقلية طوارئ وأن نعزز السيطرة الاستراتيجية على الحدود الشرقية. لا نتحدث فقط عن حاجز مادي، بل عن منظومة متعددة الطبقات تشمل نشر قوات مرنة ومتحركة تتلاءم مع التضاريس وتغير التهديدات، إلى جانب تشجيع الاستيطان الأمني – الصهيوني، والاستثمار في بنى تحتية أمنية – مدنية، وخلق محركات نمو صناعية. هذه مهمة وطنية ينبغي حشد جميع الوزارات والقطاعين المدني والخاص لإنجازها”.
الميليشيات العراقية والدور الإيراني
يُذكر أنه في عملية ” عام كلافي “، استهدفت سلاح الجو الإسرائيلي مراكز لوجستية إيرانية على الحدود العراقية تُستخدم من قِبل الميليشيات بتمويل إيراني. وقد التم تدريب على سيناريو مشابه لـ 7 أكتوبر، في غور الأردن قرب الحدود على يد الفرقة الشرقية بقيادة العميد أورين سِمحا.
وتقف “قوة القدس” خلف أبرز الميليشيات المؤثرة في العراق، مثل “كتائب حزب الله”. وتوجد في العراق مظلة جامعة لكل الميليشيات المسلحة اسمها “الحشد الشعبي (PMF)”، المدعوم من الحكومة العراقية، وتُعد “كتائب حزب الله” إحدى أبرز ميليشياته سياسياً وعسكرياً، وتمتلك قدرات تشمل مسيّرات بعيدة المدى. وقد سبق لها أن استهدفت القوات الأميركية في المنطقة، إضافة إلى إدارتها خطوط تهريب مهمة من العراق إلى سوريا، ويُرجَّح أن عناصرها مسؤولون عن تهريب السلاح.
وقد نجحت إيران في تنفيذ هجمات على إسرائيل، مشابهة لهجمات الحوثيين في اليمن، عبر عدة ميليشيات عراقية اختبأت خلف أسماء عامة لعدم كشف هويتها. ووفق مصادر أجنبية، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي هذه الهجمات بمساعدة الموساد لردع الميليشيات والحكومة العراقية.
كما تؤكد مصادر إسرائيلية أن رسائل واضحة وحادّة نُقلت من إسرائيل إلى الحكومة العراقية عبر الولايات المتحدة ودول أخرى.
وبحسب مصادر مفتوحة، إحدى الميليشيات التي باتت مصدر قلق إضافي هي “حركة النجباء”، وهي ميليشيا شيعية متطرفة مرتبطة بعلاقات وثيقة مع حزب الله في لبنان، وقد أعلنت في السابق مسؤوليتها عن عدة عمليات إطلاق مسيّرات باتجاه إسرائيل.



