مطالب أمريكية الى جانب دول غربية اخرى تدعوا رعاياها بمغادرة لبنان فوراً وسط تصاعد التوترات الأمنية
قسم الأخبار الدولية 24/09/2024
أصدرت الولايات المتحدة وعدة دول غربية تحذيرات عاجلة لرعاياها تطالبهم بمغادرة لبنان فوراً، وذلك على خلفية التوترات الأمنية المتزايدة في البلاد نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله. التحذيرات تأتي بعد أيام من غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لبنان ورد حزب الله بإطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، مما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة واسعة النطاق.
دعت وزارة الخارجية الأميركية، إلى جانب بريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا، مواطنيها إلى مغادرة لبنان على الفور عبر الرحلات التجارية المتاحة، وحذرت من خطورة البقاء في البلاد في ظل تصاعد الأوضاع الأمنية. السفارات الغربية في بيروت أصدرت تعليمات بتعزيز إجراءات السلامة والتواصل مع رعاياها لتسهيل عمليات الإجلاء في أقرب وقت ممكن.
التحذيرات لم تقتصر على المغادرة فقط، بل شملت أيضاً توصيات لتجنب التجمعات والأماكن العامة التي قد تكون هدفاً لأي هجمات أو اشتباكات، مشددة على ضرورة توخي الحذر واتخاذ كافة التدابير الوقائية.
تأتي هذه التحذيرات في ظل التصعيد العسكري المستمر بين حزب الله وإسرائيل، حيث ارتفعت وتيرة الهجمات المتبادلة بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية. الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان ورد حزب الله بالصواريخ على مناطق شمال إسرائيل، بما في ذلك حيفا والجليل، تشير إلى احتمالية اندلاع حرب شاملة قد لا تقتصر على الحدود، بل تمتد لتشمل مناطق أوسع في لبنان.
هناك أيضاً مخاوف من أن تؤدي هذه الاشتباكات إلى انهيار أمني شامل في لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية حادة وعدم استقرار سياسي. تدهور البنية التحتية والخدمات الأساسية في البلاد يزيد من خطورة الوضع، مما دفع الدول الغربية إلى اتخاذ خطوات استباقية لحماية رعاياها.
وتشكل تحذيرات المغادرة ضربة قوية لقطاع السياحة والاستثمار في لبنان، حيث كانت البلاد تأمل في استقطاب الزوار والأنشطة الاقتصادية رغم الأزمة الاقتصادية. مع انسحاب الرعايا الأجانب، من المتوقع أن تتراجع الأنشطة الاقتصادية والتجارية بشكل أكبر، مما يزيد من تفاقم الأزمة التي يواجهها لبنان.
لم تصدر الحكومة اللبنانية بعد بياناً رسمياً بشأن هذه التحذيرات، لكن من المرجح أن تزيد هذه الخطوة من الضغوط السياسية الداخلية على الحكومة لمعالجة الأوضاع الأمنية المتدهورة. المجتمع اللبناني يعيش حالة من القلق وسط تصاعد التوترات الإقليمية، بينما يحاول المواطنون التكيف مع الظروف الصعبة في ظل نقص الخدمات وتدهور الاقتصاد.
وتعكس تحذيرات الولايات المتحدة والدول الغربية لرعاياها بمغادرة لبنان فوراً حجم التوتر المتصاعد في المنطقة، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين حزب الله وإسرائيل. ومع استمرار التصعيد، يبقى لبنان في مواجهة تحديات أمنية واقتصادية حادة تهدد استقراره الهش وتزيد من معاناة الشعب اللبناني.