آسياأخبار العالمالشرق الأوسط

مصر والجامعة العربية تقودان التعاون العربي الصيني

400 مليار دولار تجارة شراكة استراتيجية في الطاقة والذكاء الاصطناعي

مع توترات الاقتصاد العالمي وتصاعد المنافسة الجيوسياسية، يشهد التعاون العربي الصيني طفرة غير مسبوقة تجسدت في فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية بمدينة شنغهاي.

هذا الحدث الاستراتيجي جمع قادة الفكر وصناع القرار من الجانبين، تحول إلى محطة هامة لإطلاق شراكات نوعية في مجالات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

 مصر، بثقلها الإقليمي وشراكاتها العميقة مع الجانبين، تبرز كلاعب محوري في هذه المعادلة، حيث تجاوزت الاستثمارات الصينية فيها 30 مليار دولار، فيما يقفز حجم التبادل التجاري العربي الصيني إلى 400 مليار دولار.

انطلقت فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الجمعة؛ بمشاركة واسعة من جانب الدول العربية، حيث مثلت مصر بوفد رفيع المستوى ضم المستشار منار الشيخ، المستشارة بوزارة الخارجية والمندوبة الدائمة لمصر لدى جامعة الدول العربية، والمستشار عبد الرحمن بلحوت، نائب مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالجامعة العربية، إلى جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين في الشؤون الاقتصادية والاستراتيجية.

شهد المنتدى حضور ممثلي الوزارات الصينية والعربية، بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين والخبراء والباحثين في مجالات الابتكار والاقتصاد والتجارة والاستثمار، مما يؤكد الأهمية الاستثنائية لهذا الحدث في تعزيز التعاون بين الجانبين.

الصين والعرب

أكد السفير تشاى جون المبعوث الخاص للحكومة الصينية إلى الشرق الأوسط، أن العلاقات الصينية العربية تشهد تطوراً غير مسبوق، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 400 مليار دولار في عام 2024، مسجلاً نمواً ملحوظاً مقارنة بالأعوام السابقة. وأشار إلى أن هذه الأرقام تعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين الصين والدول العربية، والتي تشمل مجالات متعددة مثل الطاقة النظيفة، والبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، والفضاء.

وأضاف السفير الصيني أن التعاون بين الجانبين يشهد تحولاً نوعياً نحو المشروعات التكنولوجية المتقدمة، مثل إنشاء المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، ومركز التدريب للطاقة النظيفة، ومركز الدراسات لمكافحة التصحر، مما يعكس التوجه الاستراتيجي نحو اقتصاد المعرفة والابتكار.

مصر… محور رئيسي

جاءت مصر في صدارة النقاش خلال المنتدى، حيث استعرضت الدكتورة هناء عبيد رئيس الوحدة الاقتصادية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، النجاحات الكبيرة التي حققتها الشراكة المصرية الصينية، لاسيما في مجال الاستثمارات الصناعية والزراعية. وأشارت إلى أن المنطقة الصناعية بالسويس، التي تأسست عام 2002، تُعد واحدة من أبرز نماذج التعاون الناجحة، حيث تم دمجها لاحقاً ضمن مبادرة الحزام والطريق، مما ساهم في جذب استثمارات صينية ضخمة إلى مصر.

وكشفت عبيد عن أن الاستثمارات الصينية في مصر شهدت قفزة هائلة بنسبة 300% بين عامي 2017 و2022، حيث تجاوزت قيمتها 30 مليار دولار، مع التركيز على مشروعات كبرى مثل الزراعة في الوادي الجديد، الذي يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي المصري عبر زراعة القمح وفول الصويا، وهي محاصيل استراتيجية لمصر والصين على حد سواء.

مبادرة التنمية العالمية

من جهته، نقل المستشار عبد الرحمن بلحوت تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مؤكداً على أهمية المبادرة الصينية للتنمية العالمية، التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار إلى أن المبادرة حظيت بدعم أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، حيث تهدف إلى معالجة قضايا محورية مثلالفقر، الأمن الغذائي، التغير المناخي، والتحول الرقمي.

وطالب بلحوت بتعزيز الإعفاءات الجمركية على السلع المتبادلة بين الصين والدول العربية، مما سيسهم في زيادة حجم التبادل التجاري، بالإضافة إلى دعم الاستثمارات الصينية في مجالات التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة في المنطقة العربية.

 تحديات وفرص

اختتم السفير تشاى جون الجلسة بتقديم ثلاث توصيات استراتيجية لتعزيز التعاون الصيني العربي:

اولا تعزيز الثقة السياسيةعبر التنسيق الوثيق في القضايا الدولية، ثانيا التركيز على الابتكارفي مجالات الاقتصاد الأخضر والرقمنة. ثالثا مواجهة الحمائية التجارية عبر تعزيز التعددية الاقتصادية. 

كما أشار إلى أن الصين ستواصل فتح أسواقها أمام المنتجات العربية، والعمل على تسهيل حركة التجارة والاستثمار، بما يخدم المصالح المشتركة.

يُعد هذا المنتدى منصة حيوية لتعزيز الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، حيث يجمع بين الخبراء وصناع القرار لبحث سبل مواجهة التحديات العالمية، من الأزمات الاقتصادية إلى التغير المناخي، عبر شراكة تقوم على الابتكار والمنفعة المتبادلة. وتظل مصر، بموقعها الاستراتيجي وشراكاتها القوية، لاعباً محورياً في تعزيز هذه العلاقات في السنوات المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق