مشروع الشراكة “تيمبست” الأوروبي للدفاع الجوي على حافة الفشل: مشكلات تقنية ومالية وشراكات متصدعة

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 10-09-2025
تعيش أوروبا حالة من الارتباك حول مستقبل برامجها الجوية: مشروع تصنيع مقاتلة الجيل السادس بات في موقف حرج، بينما تواصل الولايات المتحدة تصدير مقاتلاتها الشبحية F-35 بكميات قياسية وتسدّد خطوات متقدمة نحو مشروعها المستقبلي F-47.
حصل مشروع “تيمبست”، الذي اندمج لاحقًا داخل إطار البرنامج العالمي للطيران القتالي (GCAP) بين بريطانيا وإيطاليا واليابان، مؤخرًا على تصنيف “أحمر” من الهيئة الحكومية البريطانية المسؤولة عن مراقبة المشاريع الكبرى (NISTA) ما يبيّن أن تحقيق أهدافه في الإطار الزمني الحالي لم يعد أمرًا مفروضًا.
يضمُّ “تيمبست” شركاء صناعيين كبرى مثل BAE Systems وLeonardo وJapan Aircraft Industrial Enhancement التابعة لمتسوبيشي، ويهدف إلى تزويد القوات الجوية البريطانية والإيطالية واليابانية بمنصة قتالية من الجيل السادس وأنظمة مسيّرة مرافقة تدخل الخدمة بحلول 2035، مع أولى رحلات النموذج التجريبي المزمعة قبل نهاية العقد الحالي.
رغم التقدّم الصناعي الواضح في تجميع نموذج الطائرة التجريبي، يواجه المشروع عقبات سياسية وتقنية ومالية: انسحاب السويد من التحالف عام 2023 أعاد تعقيد بنية الشراكة، بينما أبدى وزير الدفاع الإيطالي تحفظات واضحة حول تحفظ لندن بشأن نقل بعض التقنيات الحرجة إلى الشركاء.
على مستوى المحركات، ستستخدم المرحلة الأولى محركات EJ200 مأخوذة من الطائرة Eurofighter في منصة التجارب، في حين يواصل مشروع تطوير محرك جديد مع رولز-رويس لمراحل لاحقة؛ لكن هذا الحل المرحلي يحمل مخاطرة تأخير مكونات أخرى مرتبطة بالأداء الخالص للطائرة.
النتيجة المتوقعة أن استمرار الانقسامات الأوروبية وصعوبة الاتفاق على قواعد لتقاسم الأعباء التكنولوجية والمالية قد يجعل من إنجاز مقاتلة جيل سادس بحلول 2035 أمرًا صعبًا، مما يفتح المجال أمام توسع نفوذ الولايات المتحدة في أسواق أوروبا والشرق الأوسط للحلول القتالية المتقدمة، ما لم تتخذ الدول الأوروبية خطوات جدية لبلورة رؤية صناعية وسياسية موحّدة.