مشاورات سياسية بين القاهرة وطهران ترسم ملامح تطبيع تدريجي للعلاقات الثنائية في ظل توتر إقليمي متصاعد

قسم الأخبار الدولية 02/06/2025
أطلقت مصر وإيران مسارًا جديدًا للمشاورات السياسية في محاولة لتقريب وجهات النظر واستكشاف فرص التعاون بين البلدين، بعد عقود من العلاقات الدبلوماسية المحدودة. وجاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، الاثنين، لتؤكد هذا التوجه، إذ التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وشارك في محادثات ثنائية وموسعة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.
واتفق الجانبان على عقد مشاورات دورية دون المستوى الوزاري، بما يعكس رغبة متبادلة في تطوير العلاقات، مع مراعاة شواغل الطرفين. واعتبر عبد العاطي أن هذه اللقاءات «تعكس التطور في العلاقات الثنائية»، بينما أكد عراقجي أن هذه زيارته الرابعة للقاهرة، مشيراً إلى وجود إرادة مشتركة لتوسيع التعاون السياسي والاقتصادي.
وتناولت المشاورات التطورات الإقليمية، على رأسها الصراع في غزة، حيث شدد السيسي على رفض مصر توسيع دائرة الحرب، وأكد ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية. كما أبدى الرئيس قلقه بشأن الملاحة في البحر الأحمر، مطالبًا بعودة الاستقرار إلى مضيق باب المندب.
وشكّلت المباحثات مناسبة لمناقشة ملفات اليمن وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى تطورات البرنامج النووي الإيراني. وأعرب عبد العاطي عن دعم مصر للمفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، معتبرًا أنها تمثل فرصة لتجنب التصعيد. وأشاد بالدور العُماني في تسهيل هذه المحادثات، مشددًا على أن المنطقة «لا تحتمل مزيدًا من الفوضى».
من جانبه، أكد عراقجي أن حركات مثل الحوثيين وحزب الله وحماس مستقلة في قراراتها، وأن دعم طهران لفلسطين لا يعني توجيه هذه الجماعات. كما أبدى تفهمًا للقلق المصري من اضطراب حركة التجارة عبر قناة السويس، نتيجة الهجمات الحوثية على الملاحة منذ نوفمبر 2023.
وتعكس هذه المشاورات رغبة متبادلة في فتح صفحة جديدة، وسط تحديات أمنية وسياسية واقتصادية تضغط على البلدين وتدفعهما لإعادة تقييم خياراتهما الإقليمية.