أخبار العالمالشرق الأوسط

مسيرة إيرانية انتحارية من طراز “آراش 2” قادرة على ضرب أهداف على بعد 2000 كم تهدد إسرائيل والقواعد الأمريكية

طورت إيران فئة جديدة من الطائرات المسيرة الانتحارية بإطلاقها طائرة آراش-2، وهي طائرة طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أهداف تصل إلى 2000 كيلومتر.

وتمثل هذه الطائرة إنجازًا هامًا في تنامي قدرات إيران الجوية المسيرة، مما يضعها بين رواد تكنولوجيا الطائرات المسيرة بعيدة المدى عالميًا. تعتبر طائرة آراش-2، التي صممتها وأنتجتها صناعة الدفاع الإيرانية بكميات كبيرة، من أكثر الطائرات المسيرة الانتحارية تطورًا في العالم حيث تتميز بدقة عالية، وقدرتها على التهرب من الرادار، وقدرة تدميرية هائلة.

ووصف العميد كيومرث حيدري، قائد القوات البرية للجيش الإيراني، طائرة آراش-2 بأنها سلاح متخصص مصمم لتنفيذ ضربات دقيقة. وإسكات أنظمة الدفاع الجوي للعدو.

المسيرة الانتحارية “آراش 2

وعلى عكس الطائرات الإيرانية المسيرة السابقة، صممت طائرة آراش-2 للقيام بمهام هجومية انتحارية وأدوار حرب إلكترونية. وقد دشّنت لأول مرة خلال مناورات عسكرية عام 2020، وبرزت آراش-2 بشكل بارز في تدريبات القوات المسلحة الإيرانية وعروضها الاستراتيجية، مستعرضةً قدراتها بعيدة المدى وجاهزيتها العملياتية.

من الناحية التقنية، تعدّ طائرة آراش-2 نسخة مطوّرة من آراش-1، وتتشابه في شكلها مع طائرة كيان-2 المُسيّرة إلا أن آراش-2 مزوّدة بمحرك مكبسي – تحديدًا محرك MD550 أو MDSO-4-520 Tempest، بقوة 50 حصانًا – يمكّنها من الوصول إلى سرعات تصل إلى 185 كم/ساعة.

ويبلغ طول الطائرة المسيّرة 4.5 أمتار، ويبلغ باع جناحيها 4 أمتار تعمل على ارتفاعات تصل إلى 12,000 قدم، وتطلق من أنظمة صندوقية مثبّتة على شاحنات أو من خلال منصات إطلاق نفاثة (JATO)، مما يسمح بنشر مرن وسريع في مختلف التضاريس.

ما يميز طائرة آراش-2 هو قدرتها على الاستهداف الاستراتيجي وقد صرّح اللواء حيدري صراحةً بأن الطائرة المسيّرة طوّرت بهدف ضرب المدن الإسرائيلية الرئيسية، بما فيها تل أبيب وحيفا، في حال وقوع مواجهة عسكرية.

الطائرة مزوّدة بأنظمة توجيه متطورة، قادرة على استرجاع معلومات الهدف عدة مرات قبل تنفيذ ضربتها النهائية. تعزز هذه الميزات دقتها وفتكها بشكل كبير، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الردع والحرب غير المتكافئة الإيرانية.

صاروخ المسيرة الانتحارية آراش-2

أثار ظهور صاروخ آراش-2 مخاوف جدية على الساحة الدولية. أفادت مصادر استخباراتية غربية بأن إيران ربما توسّع تعاونها في مجال الطائرات المسيّرة مع روسيا، مع تكهنات بتدريب قوات روسية على تشغيل آراش-2 في أوكرانيا.

وإذا تأكد ذلك، فسيمتد نفوذ إيران في مجال الطائرات المسيّرة إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط ليشمل ساحات صراع عالمية مما يزيد من زعزعة الاستقرار في بيئات جيوسياسية متوترة أصلاً.

علاوة على ذلك، فإن مدى الطائرة المسيرة البالغ 2000 كيلومتر يضع مجموعة واسعة من المنشآت العسكرية الإقليمية والأجنبية في مرمى نيرانها. وتعدّ القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى الأصول البحرية في الخليج العربي وبحر العرب، أهدافًا محتملة.

المسيرة الانتخارية الايرانية تتميز بضربات عالية الدقة

وتشكّل قدرة صاروخ أراش-2 على تنفيذ ضربات عالية الدقة، قادرة على التهرب من الرادار، تهديدات جديدة للقوات الأمريكية وحلفائها، مما يغيّر حسابات الدفاع الإقليمي، ويحتمل أن يعقّد استراتيجيات الردع.

يعكس استمرار إيران في تطوير تقنيات الطائرات المسيرة محليًا، مثل آراش-2، طموحًا أوسع نطاقًا لتحقيق استقلالية استراتيجية في مواجهة العقوبات وحظر الأسلحة طويل الأمد.

ومن خلال الاستثمار في أنظمة الطائرات المسيرة المتطورة، تسعى طهران إلى تحقيق تكافؤ الفرص مع خصومها المتفوقين تكنولوجيًا من خلال أدوات حرب فعالة من حيث التكلفة وغير متكافئة.

لا يعدّ آراش-2 مجرد إضافة جديدة إلى ترسانة الطائرات المسيّرة الإيرانية، بل هو نظامٌ تحوّليٌّ يمكن أن يعيد تعريف مبادئ الضربات الجوية في المنطقة ويشير ظهوره إلى تحوّل في ميزان القوى الاستراتيجي في غرب آسيا، ويمثّل تحديًا متناميًا للوضع الدفاعي لكلٍّ من الخصوم الإقليميين والقوى العسكرية العالمية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق