مستشار النمسا:”الإسلام السياسي”عقيدة تشكل خطرا على النموذج الأوروبي للحياة
فيينا-النمسا-07-11-2020
تتحمل بريطانيا منذ أكثر من قرن، بسياستها الإستعماربة الماكرة، مسؤولية خلق الأزمات وحروب وصراعات عديدة في المنطقة العربية بخاصة ومنطقة الشرق الأوسط عموما،بدءً بمؤتمر لندن في بداية القرن العشرين مرورا بوعد بلفور وصولا إلى تسهيل هجرة اليهود وتمكين العصابات الصهيونية من احتلال فلسطين عام 1948.
كما احتضنت بريطانيا كل من هب ودب من الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها جماعة”الإخوان المسلمين”التي أشرفت هي بنفسها على خلقها لتمتلك أوراقا تساوم بها الأنظمة الوطنية في المنطقة ولتحقيق مصالحها..
هذه الجماعة التي كبرت وتغولت بفعل الدعم البريطاني امتد أخطبوطها إلى أغلب البلدان الأوروبية التي تساهلت في البداية مع وجود تلك الجماعة ونشاطاتها لتقطف تلك البلدان حصادا مرّا مما زرعته.
لم تستفق الدول الأوروبية وتنتبه لخطر تلك الجماعة إلا حين طرق الإرهاب أبوابها .. وبدأت في شن حملة على المنابر التي يعتقد أنها تروّج لخطابات الكراهية والتطرّف، وامتدت الحملة من فرنسا إلى النمسا على وقع آخر هجومين إرهابيين في البلدين، فيما يتوقّع أن تحذو دول أوروبية على هذا المنوال، حيث تُكثف الأجهزة الأمنية والإستخباراتية عمليات المراقبة لمشتبه بتطرّفهم ولمساجد وجمعيات يشتبه في ترويجها للفكر التكفيري.
وأمرت الحكومة النمساوية بإغلاق بعض المساجد عقب أربعة أيام من الهجوم الذي نفذه أحد المتعاطفين مع تنظيم “داعش” في العاصمة فيينا.
وأكد المستشار سيباستيان كورتس عزمه على محاربة “الإسلام السياسي”، معتبرا أنه “عقيدة تشكل خطراً على النموذج الأوروبي للحياة”.
ويأتي قرار النمسا بإغلاق المنابر التي تقول إنها تروج لخطابات التطرف والكراهية قبل أيام قليلة من زيارة يعتزم الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون القيام بها لفيينا لبحث خطر التكفيريين وتنسيق عمليات مكافحة الإرهاب.
ودعا الرئيس الفرنسي الخميس الماضي، إلى تشديد الرقابة على الحدود في منطقة شينغن بالإتحاد الأوروبي بعد هجمات شنها تكفيريون في الفترة الأخيرة في فرنسا والنمسا.
وتجري حكومات أوروبية مراجعات تتعلّق بجماعات إرهابية وجدت لها ملاذاً في أوروبا، ومن ضمنها جماعة “الإخوان” التي منحتها بريطانيا لعقود ملاذا آمنا، لتكشف تحقيقات استخباراتية أنها أسست شبكات وخلايا ممتدة من ألمانيا إلى فرنسا تعمل على تفكيك النسيج المجتمعي الأوروبي وتنشر أفكاراً متطرفة.
من جهتها، أفادت الشرطة الألمانية،أمس الجمعة، بأنها تجري عمليات تفتيش في عدد من البلدات فيما يتعلق بأشخاص يُعتقد أنهم كانوا على صلة بمنفذ هجوم فيينا.