مساعٍ مصرية ــ أميركية لإخراج لبنان من أزمته

قسم الاخبار الدولية 28/10/2025
تحركت القاهرة وواشنطن على نحو متوازٍ لإيجاد مخرج للأزمة اللبنانية، في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية توتراً متصاعداً مع إسرائيل. فقد وصل مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت، بعد ساعات فقط من وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، في خطوة تعكس تنسيقاً دبلوماسياً وأمنياً متقدماً بين البلدين للبحث عن سبل تهدئة الأوضاع وفتح مسار للحل السياسي في لبنان.
وكشفت مصادر حكومية لبنانية أن اللواء رشاد، الذي زار تل أبيب الأسبوع الماضي، جاء في زيارة استطلاعية لا يحمل خلالها مبادرات جاهزة، بل يسعى إلى «استطلاع مواقف القوى اللبنانية المختلفة» تمهيداً لتقييم فرص تحرك مصري مشابه للوساطة التي لعبتها القاهرة في غزة. وأشارت المصادر إلى أن التحرك المصري يحظى بتنسيق مع الجانب الأميركي، وسط إدراك مشترك بأن استمرار الجمود السياسي والاقتصادي في لبنان يفتح الباب أمام مزيد من التوترات الأمنية في المنطقة.
تزامنت الزيارة مع تصعيد ميداني جديد، إذ أعلنت قوات «اليونيفيل» أنها أسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة حلّقت فوق إحدى دورياتها في الجنوب «بشكل عدواني»، ما اضطرها للرد وإسقاطها، قبل أن يتعرض أفراد البعثة لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي. ويعد هذا الحادث الأول من نوعه منذ سنوات، ويعكس خطورة الوضع الميداني القابل للانفجار في أي لحظة.
ويرى مراقبون أن تحركات رشاد وأورتاغوس تأتي في إطار محاولة دولية – إقليمية لإنقاذ لبنان من الانهيار، عبر إعادة تفعيل الاتصالات بين القوى الداخلية، وإحياء الدور المصري التقليدي كوسيط بين الأطراف اللبنانية، خصوصاً في ظل تعثر المساعي الفرنسية والجمود الأميركي في الملف الرئاسي. ويُنتظر أن يجري الطرفان لقاءات مع قيادات سياسية لبنانية بارزة، لبحث سبل إعادة الاستقرار الداخلي، ومنع انزلاق البلاد إلى مواجهة مفتوحة على الحدود مع إسرائيل، التي تواصل عملياتها الجوية والاستطلاعية في خرق متكرر للقرار الدولي 1701.



