مساعٍ دبلوماسية مكثّفة تدفع نحو المرحلة الثانية من اتفاق غزة وسط ترتيبات فلسطينية داخلية وانتظار لملامح إدارة القطاع

قسم الأخبار الدولية 09/12/2025
بدأت الجهود السياسية تتحرّك بوتيرة متسارعة لتهيئة الظروف اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تقديرات داخل الأوساط الفلسطينية بأن الأسابيع المقبلة قد تشهد مفاوضات غير مباشرة «أكثر تقدّماً» بين الأطراف المعنية. وتشير مصادر من حركة «حماس» إلى أنّ المحادثات الجارية اتسمت خلال الأيام الأخيرة بقدر أكبر من الجدية، في ظل رغبة إقليمية ودولية واضحة لدفع الاتفاق إلى مسار أكثر استقراراً.
وأكدت مصادر «حماس» أن التحضيرات بدأت لعقد لقاء فلسطيني وطني جامع في القاهرة، من المتوقع أن يناقش «القضايا المصيرية» المتعلقة بمرحلة ما بعد الحرب، بما في ذلك ترتيبات الحكم داخل القطاع، وإعادة هيكلة مؤسسات العمل الوطني، وتوحيد الرؤية تجاه الملفات السياسية والأمنية. وتستعد القاهرة لاحتضان هذه النقاشات، استناداً إلى دورها المركزي في الوساطة بين الفصائل، وفي ضمان تنفيذ بنود الاتفاق المرحلي.
في السياق ذاته، أوضح عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة «فتح»، أن احتمال إعلان تشكيل لجنة إدارة قطاع غزة بات قريباً، لكنه شدد على ضرورة أن تأتي هذه اللجنة منسجمة مع «الرؤية الوطنية الفلسطينية»، ومعبّرة عن توافق داخلي حقيقي، رافضاً تحديد موعد قاطع قبل صدور اتفاق رسمي وموثق. ويعكس هذا الموقف حرص السلطة الفلسطينية على تثبيت دورها في ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، بالتوازي مع جهود دولية للدفع نحو نموذج إداري انتقالي يضمن الاستقرار وتسهيل دخول المساعدات.
وتترقّب الأطراف المعنية الملامح الأولى للمرحلة الثانية، خصوصاً ما يتصل بقضايا تثبيت التهدئة، وتبادل الأسرى، ورفع القيود الإنسانية عن القطاع. كما يظل مستقبل إدارة غزة محوراً رئيسياً في المباحثات، بين رغبة دولية في تشكيل آلية فلسطينية موحدة، وتباينات داخلية حول شكل القيادة وهيكليتها.
ومع استمرار التحضيرات السياسية، تبقى الأنظار مركّزة على ما إذا كانت الأطراف ستنجح خلال نهاية الشهر أو مطلع المقبل في إطلاق مسار تفاوضي جديد يعيد ترتيب الأوراق على الأرض، ويضع اتفاق غزة على سكة تنفيذ أكثر صلابة واستدامة.



