أخبار العالمإفريقيا

مساعي عميقة لإنقاذ مؤسسات الدولة بتونس بعد أخونتها

تونس-30-2021

مرّت تونس بعشرية سوداء تفشّى فيها الخراب في كل هياكل الدولة و مؤسساتها ومسّ من استقرارها في وقت تغوّل فيه الفساد و الرشوة و المحسوبية حتى كاد الشعب يعلن استسلامه لأصحاب السلطة و المصالح ظنّا منه أنه لا أمل في إفشال مخططات دفعت بإفلاس البلاد.

وعاشت تونس مسارات خاطئا 10سنوات جعلها على حافة الإفلاس على جميع المستويات، هذا الإفلاس فضحت هازمة وباء كوفيد19، وعرّت ارتفاع نسب البطالة والفقر والأمية وفق إحصائيات رسمية، كلها دوافع أدّت إلى 25 يوليو 2021، حيث إنتفض الشعب وحرق مقرات الإخوان سبب الأزمات المتراكمة التي  لم تعد تحملها البلد والأهالي.

25 جويلية انطلاقة نحو الإصلاح

بالرغم من تفشّي الإحباط لدى الشعب التونسي و شعوره باليأس من تغير الأوضاع مستقبلا ومحاسبة الفاسدين إلا أنّ هزّة 25 يوليو كانت بمثابة الانفجار في وجه أصحاب السلطة  والمصالح ، حين خرج الشعب التونسي إلى الشوارع مطالبا باسترجاع كرامته وحقوقه المهضومة، بعد أن بلغت الأوضاع ذروتها وتيقّن رئيس الجمهورية قيس سعيد أنه لا بدّ من إنصاف هذا الشعب متّخذا بذلك جملة من القرارات التي ستكون منطلقا لإسترجاع ما تمّ هدره و نهبه من أصحاب المصالح .

بناءا على التدابيرالمعلنة و سعيا لإصلاح ما تمّ إفساده في تونس ، أعلن قيس سعيد عن تعليق العمل في جميع المؤسسات العمومية يومي 27 و 28 يوليو حتى يتسنّى له قطع سبل النجاة أمام الفاسدين و منعهم بالتلاعب بالوثائق و تغطية الحقائق .

و على خلفيّة ما تمّ كشفه في اليوم السّابق من محاولات إتلاف في ملفات أرشيف بعض المؤسسات المغلقة دعا الاتحاد العام التونسي للشغل في بلاغ لهكافة هياكله النقابية الى ضرورة العمل على تأمين سلامة مؤسساتهم و ذلك لضمان نجاح خطط الاصلاح .

كما شدّد على مزيد اليقظة و الانتباه في هذا الظّرف الاستثنائي ، و بناءا على ما ذكره الامين العام المساعد بالاتحاد محمد علي البوغديري فإن للاتحاد 15 ألف تشكيلة نقابية متوزّعة في المؤسسات و القطاعات و ستكون متجنّدة لحماية المؤسسات العمومية من كل محاولات إفشال المسار الجديد التي تتجه نحوه تونس في تطهير المؤسسات .

وبسبب العفو التشريعي العام الذي تم القيام به بعد أحداث 2011 ، انهارت المؤسسات التونسية نتيجة تغوّل أنصار حزب النهضة الاخواني بها من خلال ممارسة الفساد بأنواعه من رشوة و محسوبية و استغلال للمال العام و صفقات مشبوهة ، هذا و لازال الحزب المتغول يدّعي الديمقراطية و يعتبر أن قرارات رئيس الجمهورية انقلابا على الشرعية ، في حين أن هم من انقلبوا على مطالب الشعب التونسي و قاموا بخيانه أرواح شهداء الوطن ، ولذلك فإن انطلاقة قيس سعيد في تحقيق مطالب شعبه هي تطهير العمود الأساسي للبلاد التونسية ألا  وهي المؤسسة العمومية .

ويرى محللون ان ارتدادات هذا الزلزال التونسي الذي أطاح بسلطة الإخوان الاستبدادية، على غرار ما تم في مصر والسودان، ستطال مختلف الحركات الإخوانية في عموم المنطقة العربية، وخصوصا في بلدان المشرق العربي، بحيث ستسهم في إضعاف تلك الحركات أكثر مما هي ضعيفة، وتحول دون تمددها في الدول العربية، لفرض نموذج حكمها الأحادي، بدعم مكشوف ومنظم من تركيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان.

ومايفسّر ذلك القلق العميق البيان الغاضب والمتشنج الصادر عن تنظيم الإخوان السوري، المتضامن مع النهضة بتونس، والذي ،كرر الحديث عن “المؤامرة الدولية” عبر “انقلاب دولي” تم في تونس هذه المرة بحسب البيان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق