مدونون يصفون ظهور الغنوشي وحديثة عبر التلفزة العمومية بـ”المثير للإغماء”
تونس-تونس-09-11-2020
قال رئيس حركة”النهضة”راشد الغنوشي،في حوار، مساء أمس الأحد، على القناة الوطنية التونسية الأولى إنه لم يرشح نفسه لأي موقع حتى الآن لا لرئاسة الجمهورية ولا لرئاسة حركة “النهضة”.
وأضاف الغنوشي أن الخلافات داخل حركة النهضة بيّنت أنّها حزب من الأحزاب يسري عليه ما يسري على أي منتوج سياسي تونسي.
وعبر الغنوشي (79 سنة) عن “ألمه” لخروج “تلك الإختلافات إلى وسائل الإعلام”، مضيفا أن الإعلام يظهر الحركة على أنها في حالة مرضية وأن مصيرها قد يكون مشابها لمصير حزب نداء تونس.
وتشهد الحركة تصدعا خطيرا واستقالات عديدة بعد سنوات من التكتم ومحاولة الترميم الداخلي إلا أن الصراعات خرجت إلى العلن.. وكان 100 قيادي من حركة “النهضة” قد وقعوا في منتصف سبتمبر الماضي،على وثيقة دعوا فيها الغنّوشي، إلى “الإعلان الصريح مجددا عن عدم الترشح لرئاسة الحركة في المؤتمر الحادي عشر المفترض انجازه قبل نهاية السنة الحالية”.
وبرغم قيادة حزبه الحكومات المتعاقبة في البلاد أو المشاركة فيها،أبدى الغنوشي استغرابه من أزمات البلاد الإقتصادية والإجتماعية!
وانتشرت موجة ساخرة جديدة من رئيس حركة “النهضة” الإخوانية، على مواقع التواصل الإجتماعي، عقب لقائه مع القناة الوطنية الذي سعى فيه إلى التنصل من أزمات تونس.
وعلق نشطاء ومثقفون على لقاء الغنوشي بموجة ساخرة من التدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي.
وكتب المحامي والناشط بشير الكتيتي: “خوفي من الغنوشي على تونس كخوف يعقوب على يوسف من إخوته.. تونس أكلتها الذئاب”.
واعتبر الناشطون حديث الغنوشي عن “إنجازاته وإنجازات حزبه”،محاولة مكشوفة لطمس الحقائق وعدم الإعتراف بالفشل في إدارة الدولة وتخريبها، وهو الفشل الذي عبر عنه بالفعل أحد قياديّي الحركة لطفي زيتون الذي استقال من هياكل الحركة،معللا أسباب قراره بـ”رفضه السياسات المنتهجة من النهضة في علاقة بالجانب الديني والإجتماعي والسياسي”، محملا إياها المسؤولية الكبرى لما آلت إليه الأوضاع ،مشيرا إلى أن “أولويات البلاد مثل الإفلاس والظرف الصحي ليست لها أهمية لدى النهضة”.
من جانبه انتقد أنس الشابي الباحث التونسي، الظهور الإعلامي للغنوشي واعتبر مكانه السجن قائلا “كيف للتلفزة العمومية (التلفزيون الرسمي) أن يحتلها سجين حق عام؟”
استغراب الغنوشي من تعمق الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي تعيشها تونس وهو يعلم أن حزبه جزء من كل الحكومات التي تشكلت منذ عام 2011 فتح وابلا من الإنتقاد والنقد لشيخ “الإخوان”، معتبرين كلامه جزءً من النفاق السياسي الذي تمرست به حركة “النهضة” وهو جزء من خدعة تريد تسويقها “الحركة” الإسلاموية للتملص من مسؤوليتها في الحكم وفي فشلها في الحكم.
وانتقدت البرلمانية السابقة فاطمة المسدي الظهور الإعلامي للغنوشي قائلة: “حقيقة يؤلمني أن أرى رئيس الجهاز السري المتهم بالإغتيالات ينادونه بالرئيس في التلفزيون الرسمي عوض أن يكون في السجن”.
وتتهم المعارضة التونسية وجماعات حقوقية “النهضة” بالمسؤولية عن اغتيال قيادات يسارية.. وفي يوليو الماضي، قالت هيئة الدفاع عن المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إن التحقيقات القضائية أثبتت وقوف الجهاز السري لحركة النهضة وراء الإغتيالات السياسية التي شهدتها تونس عام 2013
بدورها، عبرت الروائية التونسية حياة الرايس، في تدوينة على صفحتها الرسمية في فيسبوك، عن غضبها من تصريحات الغنوشي ووصفتها بـ”المثيرة للإغماء”..