أخبار العالمأمريكاأوروباالشرق الأوسط

مدريد تطالب بتعليق فوري للشراكة الأوروبية مع إسرائيل وتتهمها بارتكاب أكبر إبادة جماعية في القرن

دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الجمعة، إلى تعليق فوري لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في موقف تصعيدي غير مسبوق، اتهم فيه تل أبيب بارتكاب “أكبر إبادة جماعية شهدها هذا القرن” في قطاع غزة.

وخلال جلسة للبرلمان الإسباني، هاجم سانشيز حكومة بنيامين نتنياهو، قائلاً إن ممارساتها في غزة “ستبقى محفورة في ذاكرة البشرية كواحدة من أحلك فصول القرن الحادي والعشرين”، مشيرًا إلى أن موقف بلاده يستند إلى تقارير الاتحاد الأوروبي ذاته، والتي خلُصت إلى وجود انتهاكات إسرائيلية صريحة لحقوق الإنسان، بخاصة المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الموقعة عام 1995.

وأوضح سانشيز أن بلاده وأيرلندا تقدمتا منذ فبراير 2024 بطلب رسمي لتقييم مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاقية، التي تشترط احترام حقوق الإنسان كأساس للتعاون. وأضاف بنبرة حادة: “لا يمكن لمن يستخدم الجوع كسلاح في غزة، ويقوّض مبادئ الاتحاد الأوروبي، أن يكون شريكًا فيه”، في إشارة إلى سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

وانتقد رئيس الوزراء الإسباني تقاعس الاتحاد الأوروبي عن اتخاذ إجراءات ملموسة، رغم توافر الأدلة، مضيفاً: “لا يجوز السماح لنتنياهو بأن يكرر في فلسطين ما يُتهم به الرئيس بوتين في أوكرانيا، من جرائم إبادة وخرق للقانون الدولي”.

ويأتي هذا التصعيد الإسباني بعد سلسلة خطوات اتخذتها مدريد ضد تل أبيب، أبرزها إعلان وزارة الدفاع الإسبانية، مطلع الشهر الجاري، تعليق عقد مع شركة إسرائيلية لإنتاج صواريخ “سبايك”، وسحب ترخيصها داخل الأراضي الإسبانية، في إشارة واضحة إلى سعي الحكومة لقطع كافة أشكال التعاون العسكري مع إسرائيل.

ويُذكر أن اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية دخلت حيّز التنفيذ عام 2000، وتُعد إحدى أبرز أطر التعاون التجاري والدبلوماسي، فيما تنص مادتها الثانية على التزام الطرفين بـ”احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”.

ويأتي الموقف الإسباني وسط استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، وأسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 195 ألف ضحية بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق