مخرجات اجتماع موسكو لفصائل العمل الوطني الفلسطيني برعاية وزارة الخارجية الروسية
قسم الأخبار 04-03-2024
شهدت العاصمة الروسية موسكو، يومي 29 فبراير و1مارس، اجتماعًا لفصائل العمل الوطني الفلسطيني برعاية من وزارة الخارجية الروسية، في محاولة من موسكو لتقريب وجهات النظر بين مختلف الفصائل وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة.
الكاتب والناشط الفلسطيني محمد جلبوط تحدث عن أهمية اجتماع موسكو لما تمثله روسيا من ثقل ووزن سياسي على الساحة الإقليمية والدولية وعلاقاتها الجيدة مع جميع الفرقاء الفلسطينيين من الفصائل والمؤسسات الفلسطينية كافة.
موسكو تستطيع مع عجز الجميع
وأشار جلبوط إلى أن موسكو كانت ولا تزال رافعة لأي حوار فلسطيني فلسطيني، وأضاف:
“لا شك أن روسيا استطاعت حين عجز الجميع، حيث من المعلوم أن مبادرات عديدة كانت مطروحة لإنهاء الانقسام الفلسطيني من قبل دول معنية بالشأن الفلسطيني في مقدمتها سوريا والسعودية ومصر والجزائر وقطر وتركيا، حيث دعمت موسكو تاريخياً الحوار بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني والخلاص من تبعات الانقسام”.
واعتبر جلبوط أن اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو مطلع هذا الشهر، هو فرصة مهمة وأرضية جيدة في ظل الظروف الراهنة، خاصة أن الجهة الداعية هي معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية التابع لوزارة الخارجية الروسية، والذي يرأسه فيتالي نعومكين، إضافة إلى اللقاءات الثنائية التي عقدت مع القيادة الروسية ممثلة بوزير الخارجية سيرغي لافروف والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف.
ولفت الكاتب الفلسطيني إلى أن حضور الفصائل الفلسطينية إلى الاجتماع ممثلة بشخصيتين من كل فصيل يدل على أن الاجتماع لن يكون مقرراً وهي نقطة ضعف، وتابع بالحديث:
“برأي كان من المفروض التأكيد على حضور الأمناء العاميين من كافة الفصائل الفلسطينية، لا سيما حضور محمود عباس كرئيس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح ورئيس لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، وغيابه عن هذا الاجتماع يشكل إضعاف لهذه المبادرة والجهد الروسي“.
وعبّر جلبوط عن تمنياته على موسكو بـ “ممارسة ضغط أكبر ليكون الاجتماع من هذا المستوى”، مستدركا قوله:
“لكن يمكننا القول إن هذا الاجتماع كان جيداً ليكون فاتحة لسلسلة من اللقاءات القادمة“.
الشارع الفلسطيني ينتظر
وحول توقيت الاجتماع وموقعه مما يجري على الأراضي الفلسطينية، أكد جلبوط أن هناك مجموعة من الأسئلة بات يطرحها اليوم الشارع الفلسطيني حول المدة الزمنية التي تحتاجها الفصائل الفلسطينية لإنجاز عدد من الملفات الداخلية الفلسطينية في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة”.
ضرورات “اليوم التالي للحرب”
وأشار الكاتب الفلسطيني إلى أن المطلوب في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها القضية الفلسطينية ليس فقط إنهاء حالة الانقسام والخروج بمنظمة تحرير تكون البيت الجامع الذي يخاطب الجميع ويحترم التضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب الفلسطيني، بل أيضاً، وعلى الأقل، تشكيل قيادة مشتركة للشعب الفلسطيني لإدارة “اليوم التالي للحرب”.
وطرح سيناريوهات والتوافق على الأقل على شكل هذا اليوم، وهو ما لم يتحقق خلال الاجتماع بسبب عدم جدية السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس تحديداً على القيام بمثل هذه الخطوة في الوقت الحالي، كما المحاولات السابقة لرأب الصدع والانقسام الفلسطيني على مدى أعوام عبر دفعه بشروط تعجيزية.
محاولات روسية لرأب الخلاف
ويوضح جلبوط أن
“موسكو حاولت خلال الاجتماع إبعاد النقاط الخلافية بين الفصائل ووضع نقاط الالتقاء لبحثها على الطاولة والبناء عليها”.
مشيرًا إلى أن مخرجات الاجتماع يمكن إلى حد ما البناء عليها لكن ليس على المدى الطويل، حيث يجب تكثيف هذه الاجتماعات وتوسيعها بحيث تكون مقرّرة عبر رفع مستوى التمثيل الفصائلي خلال مثل هذه الاجتماعات، وخاصة من قبل قطبي الانقسام السياسي الفلسطيني المتخاصم حماس وفتح، لتكون الاجتماعات قادرة على الخروج بقرارات حقيقية وملزمة لجميع الأطراف.
ولفت الكاتب الفلسطيني إلى أنه من النتائج المهمة وغير المعلنة التي تمخضت عن هذا الاجتماع، هي أن الفصائل الفلسطينية وخلال اجتماعاتها الموسعة والثنائية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف وضعوا موسكو في صورة ما يجري على الأرض بملفات عدة وطبيعة المتطلبات اليوم والآمال لكل فصيل فلسطيني لوحده، وبناء موسكو تصوراً لما يريده الفلسطينيون في اليوم التالي للحرب، إضافة إلى التأكيد على محورية الدور الروسي في دعم مشاريع الهدنة الإنسانية في قطاع غزة والوصول إلى وقف لإطلاق النار، بالتوازي مع الدعم الروسي للدور الذي تلعبه جنوب إفريقيا في المحكمة الدولية لمحاسبة كيان الاحتلال على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
بيان ختامي جامع
وختم جلبوط حديثه بأن البيان الذي خرج به الاجتماع توافقي وجامع، لكنه غير كاف والمطلوب أكثر من ذلك بكثير وهذا البيان لا يختلف أبداً عن الاجتماعات العديدة التي كانت تتم قبل هذا العدوان، فمعظم النقاط التي تتعلق بالحوار والمصالحة لم تختلف عن البيانات الأخرى التي صدرت عن الاجتماعات السابقة، وعلى العكس تماماً فإن بيان اجتماع عام 2021، والذي وافق عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان أكثر تقدماً وجرأةً، لكن يبدو أن الظروف اختلفت لدى الرئيس الفلسطيني، لذلك جاء البيان اليوم بسقف أقل بكثير فيما يتعلق بالحوار والمصالحة الفلسطينية.