آسياأخبار العالم

مخاوف من استغلال تنظيم «داعش» ملايين الأفغان العائدين

تزايدت التحذيرات الأمنية والدبلوماسية من مخاطر استغلال تنظيم داعش تدفق ملايين الأفغان العائدين قسراً من باكستان وإيران خلال الأشهر الأخيرة، في وقت تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى احتمال وصول عدد العائدين إلى أربعة ملايين شخص بحلول نهاية 2025. فمنذ يناير الماضي عاد نحو 2.6 مليون أفغاني، كثير منهم وُلد أو عاش عقوداً في الخارج، ليجدوا أنفسهم في مواجهة واقع اقتصادي هش وبنية اجتماعية مضطربة.

وحذر هانز-ياكوب شندلر، المنسق السابق للجنة الأممية المعنية بمتابعة الجماعات المسلحة، من أن هؤلاء يشكلون “مخزوناً بشرياً” قد يستقطبه داعش بسهولة، خاصة أن التنظيم ما زال نشطاً في شرق البلاد وينفذ هجمات متفرقة تهدد سلطة طالبان والاستقرار الإقليمي. وتأتي هذه المخاوف في ظل تقرير أممي حديث أشار إلى وجود “بيئة متساهلة” لعمل جماعات إرهابية متعددة داخل أفغانستان، أبرزها داعش الذي يضم قرابة ألفي مقاتل نفذوا عمليات دامية في روسيا وإيران وباكستان.

وتفاقم الوضع مع غياب الخدمات وفرص العمل، حيث يعيش نحو نصف السكان البالغ عددهم 48 مليوناً تحت خط الفقر، فيما تصل البطالة بين الشباب إلى 25%. ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن كثيراً من الأفغان قد ينضمون إلى جماعات مسلحة “ليس عن قناعة فكرية بل بدافع الضرورات الاقتصادية”. أما اللاجئون الذين فقدوا ممتلكاتهم في باكستان فيعودون بأحساس بالغربة والاستياء، ما يجعلهم فريسة سهلة للتنظيمات العابرة للحدود.

من جانبها، أكدت روسيا أن أفغانستان تؤوي نحو 23 ألف مقاتل موزعين على 20 منظمة، معتبرة أن الخطر الأكبر يكمن في نشاط فرع داعش المحلي الذي يدير معسكرات تدريب شمال وشرق البلاد. واعتبرت موسكو أن اعترافها بحكومة طالبان يهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والحد من تهديد الإرهاب.

ويرى خبراء أن تفادي “القنبلة الموقوتة” التي قد يفرزها هذا الوضع يتطلب خططاً دولية عاجلة لتأمين العائدين وتوفير سبل العيش الكريم لهم. لكن هذه الجهود تواجه تحديات كبرى بعد تقليص التمويل الإنساني الدولي منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة مطلع 2025، مما يزيد هشاشة أفغانستان ويترك ملايين العائدين عرضة للتجنيد أو الانخراط في أنشطة غير مستقرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق