أخبار العالمإفريقيا

مخاطر الإرهاب تحط بثقلها على الشمال الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء

افريقيا-70-7-2020


عندما ضعف تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان في السنوات الأخيرة، تنبأ العديد من المراقبين بانتقال شبكات الإرهاب إلى مناطق أخرى في العالم.

ومع عودة نشاط فصائل “القاعدة” وظهورها في دول إفريقيا خاصة في الصومال ومالي ونيجيريا والنيجر وبوركينا، فضلاً عن شمال إفريقيا، يخشى المراقبون من أن تصبح إفريقيا “أرض الجيل الثالث لتنظيم القاعدة” بحيث يتكرر سيناريو أفغانستان من جديد.

وباندلاع موجة ما سُمي بثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس وصولا إلى مصر ثم ليبيا فاليمن ثم سوريا ، عاودت التنظيمات الإرهابية التمركز من جديد في شمال إفريقيا وزرع أذرعها بغية تأسيس إمارات هنا وهناك ونشر الفكر المتطرف .

يرى عديد الخبراء أن انتشار التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء هو نتاج تضافر العديد من العوامل، من أبرزها تردي الأحوال المعيشية في أغلب الدول الإفريقية، إضافة إلى التدخل الأجنبي السافر في شؤون القارة، وانتشار الجماعات التبشيرية بشكل كثيف، وسهولة التنقل بين الدول في هذه المنطقة والتواصل في ما بين المجموعات المتطرفة ،علاوة على الطبيعة المتداخلة اقصاديا وعرقيا وقبليا بين سكان المنطقة.

وتتغلغلُ في قارة إفريقيا خمس مجموعات إرهابية مسلحة شديدة الخطورة، ولديها صلات بتنظيم القاعدة، وهي: “بوكو حرام” في نيجيريا، و”القاعدة في المغرب الإسلامي” شمال الصحراء الكبرى، وحركة “الشباب ” الصومالية، وحركة “أنصار الدين” السلفية الجهادية في مالي، وحركة “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا.. هذه التنظيمات أضحت تهدد مختلف الدول الإفريقية برغم كل الخطوات التي اتخذت للحدّ من توسّعها وللقضاء عليها منذ سنوات.

ولم تكن المدن أماكن آمنة لتغلغل هذه التنظيمات، بل كانت وجهتهم منذ نشأتهم المناطق الصحراوية الوعرة، حيث يعتبرونها أماكن أمنة ، وتمثل الصحراء التونسية نقطة استهداف من قبل تلك التنظيمات.. فكيف يمكن تأمينها حتى لا تصبح ملاذا لهذه الجماعات الخطيرة.

وتحط على الصحراء التونسية مخاطر أمنية متنامية بسبب اتساع مجال أنشطة الجماعات الإرهابية وبخاصة في ليبيا التي مكنت حالة الإنفلات الأمني بها وانتشار الميليشيات المسلحة وتفشي الجريمة المنظمة وعصابات التهريب والإتجار بالبشر ووصول أكثر من 12 ألف مرتزق من سوريا عبر تركيا وأغلبهم قاتل في سوريا مع تنظيمي”داعش”و”جبهة النصرة” الإرهابيين.

وحذّر خبراء في مناسبات كثيرة من تسلل عناصر من هذه المجموعات الإرهابية إلى تونس.

ويعتبر الخبراء في شؤون الإرهاب أن هذه التنظيمات ليست وحدها العنوان الذي يحيل إلى المخاطر الأمنية في المنطقة التي تنتشر فيها أصناف متعددة من الجماعات المتشددة التي تتداخل مع شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر والتي بات مجال نشاطها يمتد إلى مناطق إفريقية غنية بمواردها الطبيعية..

ومن الواضح أن التعاون القائم حاليا بين مختلف الدول الإفريقية غير كاف ،حيث إن بعض دول المنطقة تغلب عليها الإعتبارات السياسية المحلية على حساب الأهداف الإستراتيجية لمجمل القارة..

لذلك فإن المنطقة بحاجة إلى تنسيق سياساتها مع استراتيجية الدول الأوروبية خاصة أن منطقة المغرب العربي والساحل والصحراء تشكل امتداداً أمنياً واستراتيجياً لأوروبا.

ويلاحظ مراقبون أن الإمكانيات المحلية لدول المغرب العربي أو بلدان الساحل “لا تمكّنها بمفردها من مراقبة حدودها الشاسعة على امتداد الصحراء الكبرى”، حيث تعتبر الجزائر أكبر دولة في المنطقة ولها إمكانيات اقتصادية وعسكرية كبيرة، ولم تستطع نشر سوى 12 ألف عسكري على امتداد سبعة آلاف كيلومتر من حدودها مع النيجر ومالي وموريتانيا.

وفي ظل هذه الأوضاع، يمكن القول إن البيئة في إفريقيا مهيأة لاستمرار وتوغل الحركات الإرهابية، خاصة مع التدخّلات الأجنبية الداعمة لهذه الجماعات على غرار ما تقوم به تركيا وقطر، ومع تقهقر الدعم الغربي لأسباب عديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق