محور فلادلفيا: هل توافق مصرعلى إنتهاك سيادتها الوطنية؟
قسم البحوث الأمنية والعسكرية 08-01-2024
المفاوضات الصهيونية– المصرية بخصوص محور فيلادلفيا
هل ترضخ مصر الى مخطط عزل غزة عن العالم الخارجي؟
يبدوا أن تطورات خطيرة يشهدها الخط الحدي مع مصر المعروف بنقطة فيلادلفيا، قد يدفع إلى انفجار الموقف بين مصر وإسرائيل حيث تنفذ إسرائيل الضربات على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية أي أن العدو يتمادى في مخططاته فيما تقوم الجهات المعنية المصرية بواجبها على أكمل وجه بحسب المسؤولين المصريين… وخاصة في منع تسلل أي مواد محظورة إلى داخل القطاع… في الان ذاته تعتبر مصر ان العمليات العسكرية الصهيونية على الأراضي المصرية هي خط أحمر وتعد على سيادتها وأي سيادة، يتحدث عنها المشؤول المصري… !!!
هذا وقد أفادت تسريبات عن وكالة إعلام أمريكية، بأن إسرائيل اقترحت على القاهرة تركيب أجهزة استشعار ومراقبة بمجسات حركة على طول محور فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة وقبلت مصر بهذا المقترح وبعدها يتحدث المسؤول المصري على السيادة الوطنية؟؟؟؟
وذكرت التقارير نقلا عن مسؤولين مصريين، أن إسرائيل اقترحت على مصر تركيب أجهزة استشعار على طول محور فيلادلفيا، الذي تزعم أن حماس تستخدمه لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، ووافقت مصر على معدات العدو حتى تعزل غزة عن العالم وتجعلها تحت القيادة الصهيونية وبعدها يتحدث المسؤول المصري عن السيادة الوطنية؟؟؟
مخطط عزل غزة و حجبها عن العالم الخارجي
الطلب الإسرائيلي يبدو في ظاهره التذرع بمنع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية من حفر أنفاق عميقة إلى شبه جزيرة سيناء من أجل تهريب الأغذية والسلاح.
في حين أن الهدف الجوهري لإسرائيل يتمثل في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتنياهو بضرورة السيطرة على محور فيلادلفيا محور صلاح الدين، ما يعني عمليا قطع التواصل بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
وبحسب التقارير، فإن إسرائيل تتفاوض مع مصر لتشديد المراقبة في محور فيلاديلفيا وهو الممر الواصل بين مصر وقطاع غزة، بدعوى منع حركة “حماس” من بناء المزيد من الأنفاق، بل إنها تتهم مصر بالسماح للفلسطنيين بإدخال السلاح ومصر تلتزم الصمت… كما طلبت من مصر أيضا السماح لها بإرسال طائرات استطلاع مسيرة إلى المنطقة لمراقبة المحور، وإن لزم الأمر بأن تقصف في أي إشتباه لانه ليس لها ثقة في قوات الجيش المصري… لكن وبحسب آخر التقارير فمصر قد رفضت بدعوى السيادة الوطنية…
وطبقا لمسؤولين مصريين فإن القاهرة ردت بأنها ستدرس المقترح الإسرائيلي بشأن أجهزة الاستشعار لكنها رفضت السماح لتل أبيب بإرسال طائرات استطلاع مسيرة إلى المحور لأن ذلك يعد انتهاكا لسيادة مصر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أكد على ضرورة أن يخضع محور فيلادلفيا إلى سيطرة إسرائيل لمنع حماس من تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
هذا ونفت مصر، صحة ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية حول بدء الدبابات الإسرائيلية عملية برية من كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر ولكن صور الأقمار الصناعية التي بثتها مصادر أمريكية قد أفادت بصحة معلومة التحركات الجيش الصهيوني ودباباته.
هذا ويمتد محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، والتي تبلغ حوالي 14 كيلومترا.
معاهدة السلام والإذن بتنفيذ عمليات عسكرية
ويذكر أن معاهدة السلام التي وقّعتها مصر مع إسرائيل عام 1979 كانت نصت على إنشاء منطقة عازلة بطول الحدود أو ما عُرف بمحور فيلادلفيا، ما يستوجب الحصول على إذن مسبق من الطرف الآخر قبل تنفيذ أية أعمال عسكرية في المنطقة.
إسرائيل التي كانت تسيطر على الممر سابقا، طلبت أيضا أن يتم تدخلها بشكل مباشر إذا تم تشغيل أجهزة الاستشعار، ومنحها الحق في إرسال طائرات استطلاع بدون طيار إذا تم تشغيلها حتى يتم تنبيهها في حال حاولت حركة “حماس” إعادة تشييد أنفاقها وممرات تهريب الأسلحة، و ذلك من خلال استخدام طائراتها المسيرة بشكل مباشر ضد “حركة المقاومة”.
وردا على الطلب الإسرائيلي قال المسؤلين إن مصر ستدرس مسألة تفعيل أجهزة الاستشعار، لكن الإخطار المباشر والسماح لتل بيب بإرسال مسيراتها الاستطلاعية يعتبر تعديا على السيادة المصرية.
قناة i24NEWS” الإسرائيلية “صرحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر خلال الأسابيع الأخيرة تصريحاته حول أهمية السيطرة الإسرائيلية على المحور، قائلا ان محور فيلادلفيا يجب أن يكون بأيدي إسرائيل كما يجب أغلاقه في إشارة الى عدم قبول إسرائيل بأية حل توافقي مصري-إسرائيلي أخر سوى التدخل العسكري المباشر في المحور مع مصر.
