محلّل سياسي: أردوغان يسعى الى إحياء داعش في ليبيا بطريقة أشرس
طرابلس-ليبيا-18-5-2020
منذ الزيارة غير البريئة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى تونس، في يناير الفارط ، ظهرت جيدا ملامح النوايا الخبيثة لهذا الرئيس لاستغلال الاراضي التونسية لضرب جارتها ليبيا ، وكان حينها موقف الأحزاب التونسية والاتحاد التونسي للشغل وغيرها من جماعات المجتمع المدني بالرفض لأن تكون تونس ممراً أو مستقراً لنقل «الدواعش» من سوريا إلى ليبيا بواسطة تركيا .
نوايا اردوغان الخبيثة موصول بإعادة إنتاج التنظيم الإرهابي الاخطر منذ عقود وربما في طبعة جديدة أسوأ مما شهده العالم في العراق وسوريا خلال النصف الثاني من العقد الماضي.
فهل يسعى اردوغان لاعادة احياء داعش الاخطر والاشرس في ليبيا؟
ويقول المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي تميم علي، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز اليوم الاثنين 18مايو2020، ان اردوغان يسعى بكل ما اوتي لديه من اساليب لعادة احياء تنظيم داعش الارهابي في ليبيا بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في سوريا والعراق ومقتل ابرز قياداتها البارزة وزعيمه ابو بكر البغدادي على يد القوات الامريكية، مشددا على ان الفوضى التي تعيشها ليبيا فرصة الرئيس التركي المتغطرس الوحيدة لاعادة بسط نفوذ هذا التنظيم التكفيري واحيائه في افريقيا على وجه الخصوص..
وأفاد علي، ان تركيا في ليبيا، وفي الوسط تسعى لنقل معركتها إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وإلى العمق الأفريقي لأهداف كثيرة.
وأضاف محدثنا، ان إردوغان قد وجد ضالته المنشودة في جماعة الوفاق المنحلة، التي تعتبر مزيج من الإخوان المسلمين والدواعش و«القاعدة» والجماعات الإرهابية كافة الشاردة والواردة، ومن خلال عمليات لوجيستية تتضح ساعة بعد أخرى، يمضي في إحياء التنظيم القاتل وله في ذلك أيضاً مأربان، أحدهما جهة الشمال والآخر ناحية الجنوب.
وتزاداد آمال الارهابيين في تونس في الفترة الاخيرة في النهوض مجددا، أولئك الذين سيصبحون الجسر الواصل بين تونس وليبيا، الأمر الذي حذر منه البرلمان التونسي السابق،لكن في ظل السيطرة الإخوانية التونسية الأخيرة يكاد يكون الأمل سراباً في إعادة ضبط وتموضع الدواعش التونسيين.
وكان تقرير ألماني قد كشف عن وجود خطة تركية جديدة للحرب في ليبيا يديرها رئيس الاستخبارات التركية (هاكان فيدان)، لتحويل البلاد والمنطقة إلى فوضى عارمة على غرار سوريا.
وأفاد التقرير، الذي نشره موقع “إيه إن أف نيوز” تحت عنوان “خطة ليبية جديدة تحمل توقيع هاكان فيدان”، إن تلك الخطة يشرف عليها فيدان بطريقة ( خلق الذرائع ) التي انتهجها في سوريا سابقا.
ويرى خبراء أمنيون أن “داعش” ليبيا يعد أخطر تنظيم إرهابي في مناطق شمال إفريقيا والساحل وحتى في غرب إفريقيا بالرغم من وجود تنظيمات أخرى أقدم منه على غرار تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وبعض فروعه التي انشقت عنه أو عادة وانضمت إليه فضلاً عن “بوكو حرام”.