أخبار العالمأوروباإفريقيا

محلل سياسي ليبي: إيطاليا تركز على مصالحها الخاصة ولا تسعى لحل الأزمة الليبية

في تعليق له على الأحداث الجارية بين ليبيا وإيطاليا، صرح المحلل السياسي الليبي، الدكتور محمد الأمين، بأن إيطاليا تتعامل مع الأزمة الليبية من منظور مصالحها الذاتية فقط، ولا يبدو أن لديها نية حقيقية لإيجاد حل دائم للأزمة في ليبيا. وأكد أن المصلحة الإيطالية ترتكز أساسًا على استغلال الموارد النفطية الليبية، إلى جانب الحفاظ على السيطرة على تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط.

وأشار الأمين إلى أن إيطاليا، رغم دعمها المبدئي لجهود الأمم المتحدة في ليبيا، تواصل اتخاذ خطوات تكتيكية تهدف إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في المنطقة. وأضاف أن المساعدات الإنسانية أو الدعم الذي تقدمه إيطاليا لا يتعدى كونه جزءًا من استراتيجية أكبر تتعلق بمصالحها الاقتصادية والتجارية.

وفيما يخص المفاوضات الأخيرة بين البلدين، شدد الأمين على أن إيطاليا، عبر استثماراتها في قطاعات النفط والغاز، تهدف إلى ضمان مصالحها على المدى الطويل، خصوصًا في ظل الاضطرابات الداخلية التي تشهدها ليبيا. ورغم التصريحات الرسمية الإيطالية التي تدعو إلى تعزيز التعاون، فإن هناك شكوكا في نوايا الحكومة الإيطالية في لعب دور فاعل في إيجاد تسوية سياسية مستدامة تنهي الصراع الليبي.

وفي إطار التعليق على التحركات الإيطالية في شمال أفريقيا، أضاف المحلل والباحث السياسي حسام الدين العبدلي أن إيطاليا لم تقتصر على النظر إلى ليبيا فحسب، بل لديها استراتيجيات متنوعة تجاه دول أخرى، مثل دول غرب أفريقيا. وأوضح العبدلي أن “إيطاليا تتبع سياسة تهدف إلى توجيه تركيزها نحو ملف الهجرة، حيث تقوم بمحاولات لاستعادة المهاجرين من دول مثل مالي والسنغال وبنين وسيراليون، الذين يعبرون عبر موريتانيا إلى جزر الكناري الإسبانية، حيث تحاول إسبانيا إعادتهم إلى موريتانيا بدعم من الاتحاد الأوروبي، مع غياب الدعم الفعلي لموريتانيا في هذا السياق”.

كما أشار العبدلي إلى أن العلاقات الإيطالية الليبية قد شهدت تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، حيث نتج عن لقاءات رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، توقيع أضخم اتفاقية بين شركة “إيني” الإيطالية والمؤسسة الوطنية للنفط في عام 2023. إلى جانب عدة اتفاقيات أخرى تم إبرامها خلال زيارتها الأخيرة قبل أيام، منها في مجال الصحة لتطوير المراكز الطبية، وكذلك في التعليم العالي من خلال المنح الدراسية التي تقدمها إيطاليا لليبيا، مما يوضح بشكل جلي أن إيطاليا تسعى لتحقيق مصالح مشتركة، مع التركيز على قضايا الهجرة والأمن.

وبالرغم من هذه التحركات الاقتصادية والاجتماعية، يبقى الشك قائما حول مدى التزام إيطاليا بحل الأزمة الليبية بشكل جذري، خاصة في ظل سياسة تركز على توجيه المصالح بما يخدم أهدافها الاقتصادية والإستراتيجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق