أخبار العالمالشرق الأوسط

محللون إسرائيليون: حكومة نتنياهو تقود إسرائيل نحو الهزيمة وتضحي بالجنود من أجل الحريديم والحفاظ على السلطة

هاجم عدد من المحللين الإسرائيليين وقادة الجيش السابقين بشدة حكومة بنيامين نتنياهو، متهمين إياها بخيانة الجنود وترك الأسرى في سجون حماس، مقابل دعم المتشددين اليهود الحريديم وتمكينهم من التهرب من الخدمة العسكرية، في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا دامية وممتدة في قطاع غزة.

وأكدت التقارير الإسرائيلية أن الجيش فقد عشرات الجنود في معارك عنيفة شمال القطاع، لا سيما في جباليا وبيت حانون، وسط تزايد الانتقادات من كبار الضباط بأن حركة حماس “تجر إسرائيل من فخ إلى آخر”، بينما القيادة السياسية “تنجر بسهولة وبدون رؤية واضحة”. ووصف عقيد الاحتياط حيزي نحما ما يحدث بأنه “خسائر غير مبررة في حرب ضد أضعف أعدائنا”.

وشدد اللواء غاي تسور، القائد السابق لسلاح البر، على أن الهدف الأساسي للحكومة لم يعد عسكرياً بل سياسياً، ويتمثل في بقاء نتنياهو في الحكم بأي ثمن، ولو على حساب الجنود والأسرى. وأكد أن الحكومة لا تنوي التوصل إلى صفقة تبادل، رغم ما يواجهه الجنود من مخاطر يومية.

وفي السياق ذاته، أشار المحللون إلى أن عملية “عربات جدعون” التي قال الجيش إنه يحتاج لشهرين لإنجازها قد استنفدت أهدافها، بينما يرى مسؤولو الأمن أن لا حل عسكرياً لملف الأسرى، بل يجب التوجه نحو تفاهمات سياسية.

وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية تزايد الانتحار بين صفوف الجنود نتيجة الضغوط النفسية والمعارك الطاحنة، وهو ما اعتبره المنسق السابق للأراضي المحتلة إيتان دنفوت دليلاً على تدهور المعنويات ووحشية القتال.

أما خبير الشؤون القانونية عوفر بارتل، فانتقد استراتيجية الضغط العسكري، قائلاً إن حماس لم تتزحزح عن موقفها منذ بداية الحرب، ما يجعل استمرار العمليات “عبثياً وغير مجدٍ”.

ولم تتوقف الانتقادات عند العسكريين، بل شملت شخصيات دينية ومدنية أيضاً، من بينهم الحاخام الحنان دنينو والد أحد الأسرى القتلى، الذي ندد بإرسال الجنود للموت من دون أي تحرك لاستعادتهم.

وتضاعفت الانتقادات بعد تداول تقارير تفيد بأن نتنياهو قام شخصياً بتعديل قانون يسمح للحريديم بالتهرب الجماعي من الخدمة العسكرية، بينما كان يُعلن في الوقت ذاته أسماء جنود قتلوا في غزة. وقال الصحفي جوش براينر من “هآرتس”: “هذا التناقض الصارخ غير معقول، ويكشف عن مفارقة خطيرة في نهج نتنياهو تجاه الأمن والعدالة”.

وخلص المحلل العسكري رون بن يشاي إلى أن الحكومة الحالية “تعمل بوعي ضد مصالح إسرائيل الأمنية والاجتماعية”، ودعا إلى إسقاطها فوراً قبل أن تقود البلاد إلى كارثة لا رجعة فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق